الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَلَقَدۡ نَجَّيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مِنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِينِ} (30)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني الهوان، وذلك أن بني إسرائيل آمنت بموسى وهارون، فمن ثم قال فرعون: {اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم} [غافر:25]، فلما هَمَّ بذلك، قطع الله بهم البحر مع ذرياتهم وذراريهم، وأغرق فرعون ومن معه من القبط،

{ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين}، يعني الهوان من فرعون من قتل الأبناء، واستحياء النساء، يعني البنات، قبل أن يبعث الله عز وجل موسى رسولا مخافة أن يكون هلاكهم في سببه من فرعون للذي أخبره به الكهنة أنه يكون، وأنه يغلبك على ملكك...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

ولقد نجّينا بني إسرائيل من العذاب الذي كان فرعون وقومه يعذّبونَهُم به.

"المهين" يعني المذلّ لهم...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يحتمل أن يكون المراد أنه نجّاهم من العذاب الذي كانوا يُعذّبون من نحو القتل والاستخدام والاستعباد وأنواع العذاب الذي كانوا يعذّبونهم ما داموا بين أظهُرهم وفي أيديهم، فنجّاهم من ذلك حين أخرجهم من بين أيديهم...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أنه تعالى لما بين كيفية إهلاك فرعون وقومه، بين كيفية إحسانه إلى موسى وقومه.

واعلم أن دفع الضرر مقدم على إيصال النفع فبدأ تعالى ببيان دفع الضرر عنهم فقال: {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين}.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان إنقاذ بني إسرائيل من القبط أمراً باهراً لا يكاد يصدق فضلاً عن أن يكون بإهلاك أعدائهم، أكد سبحانه الإخبار بذلك إشارة إلى ما يحق له من العظمة تنبيهاً على أنه قادر أن يفعل بهذا النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه كذلك وإن كانت قريش يرون ذلك محالاً وأنهم في قبضتهم فقال: {ولقد نجينا} أي بما لنا من العظمة تنجية عظيمة مع كونها بسبب الآيات المتفرقات كانت على التدريج {بني إسرائيل} عبدنا المخلص لنا {من العذاب المهين} بسبب أنهم كانوا عندهم في عداد العبيد يتسخدمون الرجال والنساء بل أذل للزيادة على التصرف في العبيد بالتذبيح للأبناء.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

معطوف على الكلام المحذوف الذي دلّ عليه قوله: {إنهم جندٌ مغرقون} [الدخان: 24] الذي تقديره: {فأغرقناهم ونجّينا بني إسرائيل} كما قال في سورة الشعراء (64- 66) {وأزلفنا ثَمَّ الآخَرين وأنجينا موسى ومن معه أجْمَعين ثم أغرقنا الآخَرين}.

والمعنى: ونجينا بني إسرائيل من عذاب فرعون وقساوته، أي فكانت آيةُ البَحر هلاكاً لقوم وإِنجاء لآخَرين. والمقصود من ذكر هذا الإشارةُ إلى أن الله تعالى ينجي الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم من عذاب أهل الشرك بمكة، كما نجّى الذين اتبعوا موسى من عذاب فرعون.

وجُعل طغيان فرعون وإسرافه في الشر مثلاً لطغيان أبي جهل وملئه ولأجل هذه الإشارة أُكد الخبر باللام. وقد يفيد تحقيق إنجاء المؤمنين من العذاب المقدَّر للمشركين إجابة لدعوة {ربَّنَا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} [الدخان: 12].

و {العذاب المهين}: هو ما كان يعاملهم به فرعون وقومه من الاستعباد والإشقاق عليهم في السخرة... فذلك العذاب المهين لأنه عذاب فيه إذلال.