تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا} (71)

ثم ذكر ما يترتب على تقواه ، وقول القول السديد فقال : { يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } أي : يكون ذلك سببًا لصلاحها ، وطريقًا لقبولها ، لأن استعمال التقوى ، تتقبل به الأعمال كما قال تعالى : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }

ويوفق فيه الإنسان للعمل الصالح ، ويصلح اللّه الأعمال [ أيضًا ] بحفظها عما يفسدها ، وحفظ ثوابها ومضاعفته ، كما أن الإخلال بالتقوى ، والقول السديد سبب لفساد الأعمال ، وعدم قبولها ، وعدم تَرَتُّبِ آثارها عليها .

{ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } أيضًا { ذُنُوبَكُمْ } التي هي السبب في هلاككم ، فالتقوى تستقيم بها الأمور ، ويندفع بها كل محذور ولهذا قال : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا} (71)

قوله تعالى : { يصلح لكم أعمالكم } قال ابن عباس : يتقبل حسناتكم ، وقال مقاتل : يزكي أعمالكم ، { ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } أي : ظفرا بالخير كله .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا} (71)

{ يصلح لكم أعمالكم } أي بأن يدخلكم في العمل الصالح وأنتم لا تعلمون ما ينبغي من كيفيته فيبصركم بها شيئاً فشيئاً ويوفقكم {[56157]}للعمل{[56158]} بما جلاه لكم حتى تكونوا على أتم وجه وأعظمه وأرضاه وأقومه ببركة{[56159]} قولكم الحق على الوجه الحسن الجميل .

ولما كان الإنسان وإن اجتهد مقصراً ، قال مشيراً إلى ذلك حتى لا يزال معترفاً بالعجز : { ويغفر لكم ذنوبكم } أي يمحوها عيناً وأثراً فلا يعاقب عليها ولا يعاتب ، ولما كان ربما توهم أن هذا خاص بمن آمن ، وأن تجديد الإيمان غير نافع ، أزال هذا الوهم بقوله : { ومن يطع الله } أي الذي لا أعظم منه { ورسوله } أي{[56160]} الذي عظمته من عظمته بأن يجدد لها{[56161]} الطاعة بالإيمان وثمراته في كل وقت ، فيكون مؤدياً للأمانة إلى أهلها { فقد فاز } وأكد ذلك بقوله : { فوزاً عظيماً * } أي ظفراً بجميع مراداته في الدنيا والآخرة .


[56157]:في ظ وم ومد: لعمل ما.
[56158]:في ظ وم ومد: لعمل ما.
[56159]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: يتركه.
[56160]:سقط من ظ.
[56161]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لهم.