{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } أي بإمداد الصلاح والكمالات والفضائل عليكم . لأنه لا يصح عمل ما بدون الصدق أصلا . وبه يصلح كل عمل { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } أي ويجعلها مكفرة باستقامتكم في القول والعمل . فإن الحسنات يذهبن السيئات { وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي في الأوامر والنواهي التي من جملتها هذه التشريعات { فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } أي في الدارين .
وقال القاشاني : أي فاز بالتحلية والاتصاف بالصفات الإلهية ، وهو الفوز العظيم .
قال الزمخشري : المراد نهيهم عما خاضوا فيه من حديث زينب من غير قصد وعدل في القول .
والبعث على أن يسد قولهم كل باب . لأن حفظ اللسان وسداد رأس الخير كله . وهذه الآية مقررة للتي قبلها . بنيت تلك على النهي عما يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه على الأمر باتقاء الله تعالى في حفظ اللسان ، ليترادف عليهم النهي والأمر ، مع اتباع النهي ما يتضمن الوعيد من قصة موسى عليه السلام . واتباع الأمر الوعد البليغ ، فيقوي الصارف عن الأذى الداعي إلى تركه . انتهى .
ولك أن تضم إلى المراد من الآية الذي ذكره ، مرادا آخر . وهو نهيهم أيضا عما خاض فيه المنافقون من التعويق والتثبيط وبث الأراجيف في غزوة الأحزاب ، المتقدمة أوائل السورة وبالجملة ، فالسياق يشمل ذينك وغيرهما . إلا أن الذي يراعى أولا ، هو ما كان التنزيل لأجله . وذلك ما ذكر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.