تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَوَٰكِهُ وَهُم مُّكۡرَمُونَ} (42)

فسره بقوله : { فَوَاكِهُ } من جميع أنواع الفواكه التي تتفكه بها النفس ، للذتها في لونها وطعمها . { وَهُمْ مُكْرَمُونَ } لا مهانون محتقرون ، بل معظمون مجلون موقرون . قد أكرم بعضهم بعضا ، وأكرمتهم الملائكة الكرام ، وصاروا يدخلون عليهم من كل باب ، ويهنئونهم ببلوغ أهنأ الثواب ، . وأكرمهم أكرم الأكرمين ، وجاد عليهم بأنواع الكرامات ، من نعيم القلوب والأرواح والأبدان .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَوَٰكِهُ وَهُم مُّكۡرَمُونَ} (42)

ولما كان أهل الجنة لا يأكلون تقوتأً واحتياجاً ، بل تنعماً والتذاذاً وابتهاجاً ، لأن أجسامهم محكمة مخلوقة للأبد ، فهي غير محتاجة إلى حفظ الصحة قال : { فواكه } أي يتنعمون بها بما كدروا من عيشهم في الدنيا . ولما كان الذي هو نعيم الجسم لا يحمد غاية الحمد إلا مع العز الذي هو غذاء الروح قال : { وهم مكرمون * } بناه للمفعول إشارة إلى أن وجود إكرامهم من كل شيء أمر حتم لا يكون غيره أصلاً .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَوَٰكِهُ وَهُم مُّكۡرَمُونَ} (42)

قوله : { أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ } لقد منّ الله عليهم بالجنة وفيها من ألوان النعيم ما تقرُّ به عيونهم ، وتبتهج به نفوسهم ، ويجدون فيه الرخاء والسعادة وطِيب المقام . وقد فسَّر الرزق بقوله : { فواكه } وهي بدل من رزق ، أو خبر لمبتدأ مضمر ؛ أي : ذلك الرزقُ فواكهُ{[3949]} وهي كل ما يُتلذذ به وليس قوتا لحفظ الصحة . وذلك يعني أن رزقهم كله فواكه ؛ فهم بذلك مستغنون عن حفظ الصحة بالأقوات ؛ لأن أجسامهم قوية ومحكمة ومخلوقة للأبد ، فما يأكلونه إنما هو على سبيل التلذذ .

قوله : { وَهُمْ مُكْرَمُونَ } أي متنعِّمون محبورون


[3949]:نفس المصدر السابق.