تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ} (54)

هذا ، وإن لم ينزل عليهم العذاب الدنيوي ، فإن أمامهم العذاب الأخروي ، الذي لا يخلص منهم أحد منه ، سواء عوجل بعذاب الدنيا أو أمهل . { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ } ليس لهم عنها معدل ولا متصرف ، قد أحاطت بهم من كل جانب ، كما أحاطت بهم ذنوبهم وسيئاتهم وكفرهم ، وذلك العذاب ، هو العذاب الشديد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ} (54)

ثم زاد في التعجب من جهلهم بقوله مبدلاً : { يستعجلونك بالعذاب } أي يطلبون منك إيقاعه بهم ناجزاً ولو كان في غير وقته الأليق به ، فلو علموا ما هم سائرون إليه لتمنوا أنهم لم يخلقوا فضلاً عن أن يستعجلوا ، ولأعملوا جميع جهدهم في الخلاص منه .

ولما كان دخولهم النار لا بد منه لإحاطة القدرة بهم ، قال مؤكداً لإنكارهم الآخرة بإثبات أخص منها : { وإن جهنم } التي هي من عذاب الآخرة { لمحيطة } أي بما هي مهيأة له ، لأنه لا يفوتها شيء منه ، لأن الذي أعدها عليم قدير ، وقال : { بالكافرين* } موضع " بهم " تنبيهاً على ما استحقوا به عذابها ، وتعميماً لكل من اتصف به .