تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يُؤۡتِي مَالَهُۥ يَتَزَكَّىٰ} (18)

{ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى } بأن يكون قصده به تزكية نفسه ، وتطهيرها من الذنوب والعيوب{[1445]} ، قاصدًا به وجه الله تعالى ، فدل هذا على أنه إذا تضمن الإنفاق المستحب ترك واجب ، كدين ونفقة ونحوهما ، فإنه غير مشروع ، بل تكون عطيته مردودة عند كثير من العلماء ، لأنه لا يتزكى بفعل مستحب يفوت عليه الواجب .


[1445]:- في ب: والأدناس.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يُؤۡتِي مَالَهُۥ يَتَزَكَّىٰ} (18)

ثم وصف الأتقى فقال : " الذي يؤتي ماله يتزكى " أي يطلب أن يكون عند اللّه زاكيا ، ولا يطلب بذلك رياء ولا سمعة ، بل يتصدق به مبتغيا به وجه اللّه تعالى . وقال بعض أهل المعاني : أراد بقوله " الأتقى " و " الأشقى " أي التقي والشقي ، كقول طرفة :

تمنَّى رجالٌ أن أموت وإن أمُتْ *** فتلك سبيل لست فيها بأوحد

أي واحد ووحيد ، وتوضع ( أفعل ) موضع فعيل ، نحو قولهم : اللّه أكبر بمعنى كبير ، " وهو أهون عليه{[16124]} " [ الروم : 27 ] بمعنى هين .


[16124]:آية 27 سورة الروم.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يُؤۡتِي مَالَهُۥ يَتَزَكَّىٰ} (18)

ولما ذكر ما يتعلق بالقوة العلمية ، أتبعه ما ينظر إلى القوة العملية فقال : { الذي يؤتي ماله } أي يصرفه في مصارف الخير ، ولذلك بينه بقوله تعالى : { يتزكّى * } أي يتطهر من الأوضار والأدناس بتطهيره لنفسه وتنميتها بذلك الإيتاء بالبعد عن مساوىء الأخلاق ولزوم محاسنها لأنه ما كذب وما تولى ، والآية من الاحتباك : ذكر التكذيب أولاً دليلاً على حذف ضده ثانياً ، وإيتاء المال ثانياً دليلاً على حذف ضده أولاً .