الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{ٱلَّذِي يُؤۡتِي مَالَهُۥ يَتَزَكَّىٰ} (18)

ثم وصف الأتقى فقال : " الذي يؤتي ماله يتزكى " أي يطلب أن يكون عند اللّه زاكيا ، ولا يطلب بذلك رياء ولا سمعة ، بل يتصدق به مبتغيا به وجه اللّه تعالى . وقال بعض أهل المعاني : أراد بقوله " الأتقى " و " الأشقى " أي التقي والشقي ، كقول طرفة :

تمنَّى رجالٌ أن أموت وإن أمُتْ *** فتلك سبيل لست فيها بأوحد

أي واحد ووحيد ، وتوضع ( أفعل ) موضع فعيل ، نحو قولهم : اللّه أكبر بمعنى كبير ، " وهو أهون عليه{[16124]} " [ الروم : 27 ] بمعنى هين .


[16124]:آية 27 سورة الروم.