وقوله تعالى : { لا يصلاها إلا الأشقى } أي { لا يصلاها } صلي خلود ، ومن هنا ضلت المرجئة لأنها أخذت نفي الصلي مطلقاً في قليله وكثيره ، و { الأشقى } هنا ، الكافر بدليل قوله الذي كذب ، والعرب تجعل أفعل في موضع فاعل مبالغة كما قال طرفة : [ الطويل ]
تمنى رجال أن أموت وإن أمت *** فتلك سبيل لست فيها بأوحد{[11864]}
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{ الذي كذب وتولى } الذين كذبوا بالقرآن "وتولى" يعني وأعرض عن الإيمان...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله : "لا يَصْلاها إلاّ الأشْقَى" يقول جلّ ثناؤه : لا يدخلها فيصلى بسعيرها إلاّ الأشقى ، "الذي كذّبَ وتَوَلّى" يقول : الذي كذّب بآيات ربه ، وأعرض عنها ، ولم يصدّق بها .
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ الذي كذب } أي أفسد قوته العلمية بأن أوقع التكذيب بما حقه التصديق { وتولى } أي أفسد قوته العملية بأن أعرض عن الحق تكبراً وعناداً فلم يؤت ماله لزكاة نفسه...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ثم يبين من هو الأشقى . إنه : ( الذي كذب وتولى ) . . كذب بالدعوة وتولى عنها . تولى عن الهدى وعن دعوة ربه له ليهديه كما وعد كل من يأتي إليه راغبا . ...
تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :
ثم بين هذا بقوله : { الذي كذب وتولى } التكذيب في مقابل الخبر ، والتولي في مقابل الأمر والنهي .
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
معيار الشقاء والسعادة إذن هو الكفر والإيمان وما ينبثق عنهما من موقف عملي ، إنّه لشقي حقّاً هذا الذي يعرض عن كلّ معالم الهداية وعن كلّ الإمكانات المتاحة للإيمان والتقوى . . . بل إنّه أشقى النّاس . عبارة ( الذي كذّب وتولى ) قد يكون التكذيب إشارة إلى الكفر ، والتولي إشارة إلى ترك الأعمال الصالحة ، إذ هو ملازم للكفر ، وقد يشير الفعلان إلى ترك الإيمان ، ويكون التكذيب بنبيّ الإسلام ، والتولي الإعراض عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.