تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (83)

{ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } علم أن الله سيحفظهم من كيده . ويحتمل أن الباء للاستعانة ، وأنه لما علم أنه عاجز من كل وجه ، وأنه لا يضل أحدا إلا بمشيئة اللّه تعالى ، فاستعان بعزة اللّه على إغواء ذرية آدم هذا ، وهو عدو اللّه حقا .

ونحن يا ربنا العاجزون المقصرون ، المقرون لك بكل نعمة ، ذرية من شرفته وكرمته ، فنستعين بعزتك العظيمة ، وقدرتك ، ورحمتك الواسعة لكل مخلوق ، ورحمتك التي أوصلت إلينا بها ، ما أوصلت من النعم الدينية والدنيوية ، وصرفت بها عنا ما صرفت من النقم ، أن تعيننا على محاربته وعداوته ، والسلامة من شره وشركه ، ونحسن الظن بك أن تجيب دعاءنا ، ونؤمن بوعدك الذي قلت لنا : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } فقد دعوناك كما أمرتنا ، فاستجب لنا كما وعدتنا . { إنك لا تخلف الميعاد }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (83)

65

لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ؛ والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق :

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (83)

وهؤلاء هم المستثنون في الآية الأخرى وهي قوله تعالى : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا } [ الإسراء : 65 ] .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (83)

قال القاضي أبو محمد : وهذا استثناء الأقل عن الأكثر على باب الاستثناء لأن المؤمنين أقل من الكفرة بكثير ، بدليل حديث بعث النار وغيره . وجوز قوم أن يستثنى الكثير من الجملة ويترك الأقل على الحكم الأول ، واحتجوا بقوله تعالى : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين } [ الحجر : 42 ] وقال من ناقضهم : العباد هنا : يعم البشر والملائكة ، فبقي الاستثناء على بابه في أن الأقل هو المستثنى .

وفتح اللام من { المخلصين } وكسرها ، قد تقدم ذكره .