الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (83)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم استثنى إبليس فقال: {إلا عبادك منهم المخلصين} بالتوحيد، فإني لا أستطيع أن أغويهم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

{إلا عبادك منهم المخلصين} يقول: إلا من أخلصته منهم لعبادتك، وعصمته من إضلالي، فلم تجعل لي عليه سبيلا، فإني لا أقدر على إضلاله وإغوائه.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال بعضهم: {المخلصين} من كل ذنب وكل معصية.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم استثنى من جملة من يغويهم "عباد الله المخلصين "مع حرصه على إغواء الجميع من حيث إنه يئس منهم؛ من حيث علم أنهم لا يقبلون منه ولا ينقادون لإغوائه.

من فتح اللام من "المخلصين" أراد أن الله تعالى أخلصهم بما فعل لهم من اللطف الذي امتنعوا عنده من القبائح، ومن كسر اللام أراد أنهم أخلصوا عبادتهم لله، لم يشركوا معه غيره...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

الذين أخلصتهم لنفسك...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

هذا استثناء الأقل عن الأكثر على باب الاستثناء؛ لأن المؤمنين أقل من الكفرة بكثير، بدليل حديث بعث النار وغيره، وجوز قوم أن يستثنى الكثير من الجملة ويترك الأقل على الحكم الأول، واحتجوا بقوله تعالى: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} [الحجر: 42]، وقال من ناقضهم: العباد هنا: يعم البشر والملائكة، فبقي الاستثناء على بابه في أن الأقل هو المستثنى...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان عالماً بأن القادر ما خلق آدم عليه السلام وشرفه بما شرفه به، ليشقي ذريته كلهم قال: {إلا عبادك} فأضافهم إليه سبحانه تنبيهاً على أن غيرهم قد انسلخوا من التشرف بعبوديته بالنسبة إلى من أطاعوه.

ولما كان يمكن أن يكون المستثنى من غير البشر قيد بقوله: {منهم المخلصين} أي الذين أخلصهم الله تعالى لطاعته فأخلصوا قصدهم لها.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان،لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده؛ والعاصم الذي يحول بينهم وبينه، إنه عبادة الله التي تخلصهم لله، هذا هو طوق النجاة. وحبل الحياة!.. وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة، فأعلن -سبحانه – إرادته، وحدد المنهج والطريق...