اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (83)

ثم قال : { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين } قيل : إن غرض إبليس من هذا الاستثناء أن لا يقع في كلامه الكذب لأنه لو لم يذكر هذا الاستثناء أو أدعى أنه يغوي الكل لظهر كذبه حين يعجز عن إغواء عباد الله المخلصين وعند هذا يقال : إن الكذب شيء يستنكفُ منه إبليس فكيف يليق بالمسلم الإقدام عليه ؟ وهذا يدل على أن إبليس لا يُغْوي عباد الله المخلصين ، وقد قال الله تعالى في صفة يُوسُفَ عليه ( الصلاة و ) السلام- : { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المخلصين } [ يوسف : 24 ] فتحصل من مجموع الآيتين أن إبليس ما أغوى يوسفَ عليه السلام فدل على كذب المَانَوِيَّة فيما نسبوه إلى يوسف - عليه ( الصلا و ) السلام- من القبائح .