وقوله : وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للْمُكَذّبِينَ يقول تعالى ذكره : ويل يومئذٍ للمكذّبين بهذه الاَيات ، الذين يكذّبون بيوم الدين ، يقول : الذين يكذّبون بيوم الحساب والمجازاة .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : الّذِينَ يُكَذّبُونَ بِيَوْمِ الدّينِ قال أهل الشرك يكذّبون بالدين ، وقرأ : وَقالَ الّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبّئُكُمْ . . . إلى آخر الاَية .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
يعني بيوم الحساب الذي فيه جزاء الأعمال.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
فالدين اسم لشيئين: اسم للجزاء، واسم للاستسلام والخضوع؛ فيسمى يوم الدين لما يدانون بأعمالهم، أو لما يستسلمون لله تعالى في ذلك اليوم، ويخضعون له. وفي تكذيبهم بيوم الدين تكذيب لقدرة الله تعالى وتكذيب رسله؛ لأن الرسل كانوا يدعونهم إلى الإيمان بيوم الدين، فكانوا يكذبونهم بتكذيبهم بذلك اليوم، فيكون تأويله منصرفا إلى ما ذكرنا من تكذيبهم بجميع ما يحق التصديق به...
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
أي: لا يصدقون بوقوعه، ولا يعتقدون كونه، ويستبعدون أمره...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{الذين يكذبون} أي يوقعون التكذيب لكل من ينبغي تصديقه، مستهينين {بيوم} أي بسبب الإخبار بيوم {الدين} أي الجزاء الذي هو سر الوجود....
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ويحدد موضوع التكذيب، وحقيقة المكذبين: (الذين يكذبون بيوم الدين. وما يكذب به إلا كل معتد أثيم. إذا تتلى عليه آياتنا قال: أساطير الأولين).. فالاعتداء والإثم يقودان صاحبهما إلى التكذيب بذلك اليوم...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وقد ذُكر المكذبون مجملاً في قوله: {للمكذبين} ثم أعيد مفصلاً ببيان متعلق التكذيب، وهو {بيوم الدين} لزيادة تقرير تكذيبهم أذهان السامعين منهم ومن غيرهم من المسلمين وأهل الكتاب، فالصفة هنا للتهديد وتحذير المطففين المسلمين من أن يستخفوا بالتطفيف فيكونوا بمنزلة المكذبين بالجزاء عليه. ومعنى التكذيب ب« يوم الدين» التكذيب بوقوعه...
تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :
الكلام من أول السورة إلى آخرها كله في يوم الدين والجزاء، هؤلاء الذين يكذبون بيوم الدين توعدهم الله بالويل؛ لأن هؤلاء المكذبين بيوم الدين لا يمكن أن يستقيموا على شريعة الله. لا يستقيم على شريعة الله إلا من آمن بيوم الدين؛ لأن من لم يؤمن به وإنما آمن بالحياة فقط، فهو لا يهتم بما ورائها، ولا يعمل لذلك،...
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
فيشمل التكذيب القولي والتكذيب العملي المتمثل بالعمل، من دونٍ اعتبارٍ لليوم الآخر...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.