تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (53)

ولهذا قال { وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } أي أنجينا المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وكانوا يتقون الشرك بالله والمعاصي ويعملون بطاعته وطاعة رسله .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَأَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (53)

45

وبعد مشهد المباغتة يجيء ذكر نجاة المؤمنين الذين يخافون الله ويتقونه . .

( وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ) . .

والذي يخاف الله يقيه سبحانه من المخاوف فلا يجمع عليه خوفين . كما جاء في حديث قدسي جليل .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (53)

وقوله : { قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } أي : تحالفوا وتبايعوا على قتل نبي الله صالح ، عليه السلام ، من لقيه ليلا غيلة . فكادهم الله ، وجعل الدائرة عليهم .

قال مجاهد : تقاسموا وتحالفوا{[22084]} على هلاكه ، فلم يصلوا إليه حتى هلكوا وقومهم أجمعين .

وقال قتادة : توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه ، وذكر لنا أنهم بينما هم مَعَانيق إلى صالح ليفتكوا به ، إذ بعث الله عليهم صخرة فأهمدتهم .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : هم الذين عقروا الناقة ، قالوا حين عقروها : نُبَيِّت صالحا [ وأهله ]{[22085]} وقومه فنقتلهم ، ثم نقول لأولياء صالح : ما شهدنا من هذا شيئا ، وما لنا به من علم . فدمرهم الله أجمعين .

وقال محمد بن إسحاق : قال هؤلاء التسعة بعدما عقروا الناقة : هَلُم فلنقتل صالحًا ، فإن كان صادقًا عجلناه قبلنا ، وإن كان كاذبًا كنا قد ألحقناه بناقته ! فأتوه ليلا ليبيِّتوه في أهله ، فدمغتهم الملائكة بالحجارة ، فلما أبطؤوا على أصحابهم ، أتوا مَنزل صالح ، فوجدوهم منشدخين قد رضخوا بالحجارة ، فقالوا لصالح : أنت قتلتهم ، ثم هموا به ، فقامت عشيرته دونه ، ولبسوا السلاح ، وقالوا لهم : والله لا تقتلونه أبدًا ، وقد وعدكم أن العذاب نازل بكم في ثلاث ، فإن كان صادقًا فلا تزيدوا ربكم عليكم غضبًا ، وإن كان كاذبا فأنتم من وراء ما تريدون . فانصرفوا عنهم ليلتهم تلك .

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : لما عقروا الناقة وقال لهم صالح : { تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } [ هود : 65 ] ، قالوا : زعم صالح أنه يفرغ منا إلى ثلاثة أيام ، فنحن نفرغ منه وأهله قبل ثلاث . وكان لصالح مسجد في الحجْر عند شعب هناك يصلي فيه ، فخرجوا إلى كهف ، أي : غار هناك ليلا فقالوا : إذا جاء يصلي قتلناه{[22086]} ، ثم رجعنا إذا فرغنا منه إلى أهله ، ففرغنا منهم . فبعث الله صخرة من الهضَب حيالهم ، فخشوا أن تشدخهم فتبادروا{[22087]} فانطبقت عليهم الصخرة وهم في ذلك الغار ، فلا يدري قومهم أين هم ، ولا يدرون ما فعل بقومهم . فعذب الله هؤلاء هاهنا ، وهؤلاء هاهنا ، وأنجى الله صالحًا ومن معه ، ثم قرأ : { وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً } أي : فارغة ليس فيها أحد { بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ . وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } .


[22084]:- في ف : "تحالفوا".
[22085]:- زيادة من أ.
[22086]:- في ف ، أ : "فقلناه".
[22087]:- في ف ، أ : "فبادروا".

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَأَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (53)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوَاْ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتّقُونَ } .

يعني تعالى ذكره بقوله : فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً فتلك مساكنهم خاوية خالية منهم ، ليس فيها منهم أحد ، قد أهلكهم الله فأبادهم بما ظلموا : يقول تعالى ذكره : بظلمهم أنفسهم ، بشركهم بالله ، وتكذيبهم رسولهم إنّ فِي ذلكَ لاَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ يقول تعالى ذكره : إن في فعلنا بثمود ما قصصنا عليك يا محمد من القصة ، لعظةً لمن يعلم فعلنا بهم ما فعلنا ، من قومك الذين يكذّبونك فيما جئتهم به من عند ربك وعبرة . وأنجَيْنا الّذِينَ آمَنُوا يقول : وأنجينا من نقمتنا وعذابنا الذي أحللناه بثمود رسولنا صالحا والمؤمنين به وكانُوا يَتّقُونَ يقول : وكانوا يتقون بإيمانهم ، وبتصديقهم صالحا الذي حلّ بقومهم من ثمود ما حلّ بهم من عذاب الله ، فكذلك ننجيك يا محمد وأتباعك ، عند إحلالنا عقوبتنا بمشركي قومك من بين أظهرهم .

وذُكر أن صالحا لما أحلّ الله بقومه ما أحلّ ، خرج هو والمؤمنون به إلى الشام ، فنزل رملة فلسطين .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (53)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وأنجينا الذين ءامنوا} يعني: الذين صدقوا، من العذاب {وكانوا يتقون} الشرك.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"وأنجَيْنا الّذِينَ آمَنُوا" يقول: وأنجينا من نقمتنا وعذابنا الذي أحللناه بثمود رسولنا صالحا والمؤمنين به "وكانُوا يَتّقُونَ" يقول: وكانوا يتقون بإيمانهم، وبتصديقهم صالحا الذي حلّ بقومهم من ثمود ما حلّ بهم من عذاب الله، فكذلك ننجيك يا محمد وأتباعك، عند إحلالنا عقوبتنا بمشركي قومك من بين أظهرهم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

إخبار منه تعالى أنه أنجى وخلص المؤمنين من قوم صالح لأنهم كانوا يتقون معاصي الله، خوفا من عقابه، فالاتقاء: الامتناع من البلاء بما يرد عن صاحبه أن ينزل به. والتقي هو العامل بما يتقي عنه العقاب.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان ذلك ربما أوهم أن الهلاك عم الفريقين قال: {وأنجينا} بعظمتنا {الذين آمنوا} وهم الفريق الذين كانوا مع صالح عليه السلام كلهم {وكانوا يتقون} أي متصفين بالتقوى اتصافاً كأنهم مجبولون عليه، فيجعلون بينهم وبين ما يسخط ربهم وقاية من الأعمال الصالحة، والمتاجر الرابحة. وكذلك نفعل بكل من فعل فعلهم.

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

وفي هذا إيماء إلى أن الله ينجي محمدا وأتباعه عند حلول العذاب بمشركي قريش حين يخرج من بين ظهرانيْهم كما أحل بقوم صالح ما أحل حين خرج هو والمؤمنون...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وبعد مشهد المباغتة يجيء ذكر نجاة المؤمنين الذين يخافون الله ويتقونه.. (وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون).. والذي يخاف الله يقيه سبحانه من المخاوف فلا يجمع عليه خوفين. كما جاء في حديث قدسي جليل.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{وكانوا يتقون} للدلالة على أنهم متمكّنون من التقوى.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

أي الذين أذعنوا للحق وآمنوا به، وهدموا الأوثان، وكان من شأنهم التقوى وخوف الله تعالى ووقاية أنفسهم من غضب الله، ورجاء رحمته، وعبر بالمضارع لتصوير حالهم في تقواهم.

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

وانجلت معركة الحق التي كان يخوضها صالح عليه السلام لإزهاق الباطل كما هو المنتظر دائما بنجاته ونجاة من معه من المؤمنين، مصداقا للوعد العام الذي وعد الله به كافة الرسل والأنبياء في سورة الأنبياء، إذ قال تعالى: {ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء، وأهلكنا المسرفين} [الآية: 9].

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :

من الهداية: -تقرير أن الإِيمان والتقوى هما سبب النجاة لأن ولاية الله للعبد تتم بهما.