تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِينَ} (53)

{ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ } استمعوا له وأذعنوا و { قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا } لموافقته ما جاءت به الرسل ، ومطابقته لما ذكر في الكتب ، واشتماله على الأخبار الصادقة ، والأوامر والنواهي الموافقة ، لغاية الحكمة .

وهؤلاء الذين تفيد شهادتهم ، وينفع قولهم ، لأنهم لا يقولون ما يقولون إلا عن علم وبصيرة ، لأنهم أهل الصنف{[606]} وأهل الكتب ، وغيرهم لا يدل ردهم ومعارضتهم للحق على شبهة ، فضلا عن الحجة ، لأنهم ما بين جاهل فيه أو متجاهل معاند للحق .

قال تعالي : { قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا } الآيات .

وقوله : { إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } فلذلك ثبتنا على ما مَنَّ اللّه به علينا من الإيمان ، فصدقنا بهذا القرآن ، آمنا بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، وغيرنا ينقض تكذيبه بهذا الكتاب ، إيمانه بالكتاب الأول .


[606]:- في ب: الخبرة.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِينَ} (53)

44

( وإذا يتلى عليهم قالوا : آمنا به . إنه الحق من ربنا . إنا كنا من قبله مسلمين ) . . .

فهو من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى أكثر من تلاوته فيعرف الذين عرفوا الحق من قبل أنه من ذلك المعين ، وأنه صادر من ذلك المصدر الواحد الذي لا يكذب . ( إنه الحق من ربنا ) . . ( إنا كنا من قبله مسلمين ) . والإسلام لله هو دين المؤمنين بكل دين .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِينَ} (53)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَإِذَا يُتْلَىَ عَلَيْهِمْ قَالُوَاْ آمَنّا بِهِ إِنّهُ الْحَقّ مِن رّبّنَآ إنّا كُنّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } .

يقول تعالى ذكره : وإذا يُتلى هذا القرآن على الذين آتيناهم الكتاب من قبل نزول هذا القرآن قالُوا آمَنّا بِهِ يقول : يقولون : صدّقنا به إنّهُ الحَقّ مِنْ رَبّنا يعني من عند ربنا نزل ، إنا كنا من قبل نزول هذا القرآن مسلمين ، وذلك أنهم كانوا مؤمنين بما جاء به الأنبياء قبل مجيء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعليهم من الكتب ، وفي كتبهم صفة محمد ونعته ، فكانوا به وبمبعثه وبكتابه مصدّقين قبل نزول القرآن ، فلذلك قالوا : إنّا كُنّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِينَ} (53)

وحكاية إيمانهم بالمضي في قوله { آمنا به } مع أنهم يقولون ذلك عند أول سماعهم القرآن : إما لأن المضي مستعمل في إنشاء الإيمان مثل استعماله في صيغ العقود ، وإما لللإشارة إلى أنهم آمنوا به من قبل نزوله ، أي آمنوا بأنه سيجيء رسول بكتاب مصدق لما بين يديه ، يعني إيماناً إجمالياً يعقبه إيمان تفصيلي عند سماع آياته . وينظر إلى هذا المعنى قوله { إنا كنا من قبله مسلمين } ، أي مصدقين بمجيء رسول الإسلام .

ويجوز أن يراد ب { مسلمين } موحدين مصدقين بالرسل فإن التوحيد هو الإسلام كما قال إبراهيم { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [ البقرة : 132 ] .

وجملة { إنه الحق من ربنا } في موقع التعليل لجملة { آمنا به } .

وجملة { إنا كنا من قبله مسلمين } بيان لمعنى { آمنا به } .