تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

فتساق إلى الله تعالى ، حتى يجازيها بأعمالها ، ويقررها بفعالها .

فهذا الزجر ، [ الذي ذكره الله ] يسوق القلوب إلى ما فيه نجاتها ، ويزجرها عما فيه هلاكها . ولكن المعاند الذي{[1301]}  لا تنفع فيه الآيات ، لا يزال مستمرا على بغيه وكفره وعناده .


[1301]:- كذا في ب، وفي أ: التي.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

وقوله - سبحانه - : { إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المساق } أى : إلى ربك - أيها الرسول الكريم - مساق الناس ومرجعهم - لا إلى غيره - يوم القيامة . . لكى يحاسبوا على أعمالهم .

فالمساق مصدر ميمى من ساق الشئ إذا سيره أمامه إلى حيث يريد .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

وتبين الطريق الواحد الذي يساق إليه كل حي في نهاية المطاف : ( إلى ربك يومئذ المساق ) . .

إن المشهد ليكاد يتحرك وينطق . وكل آية ترسم حركة . وكل فقرة تخرج لمحة . وحالة الاحتضار ترتسم ويرتسم معها الجزع والحيرة واللهفة ومواجهة الحقيقة القاسية المريرة ، التي لا دافع لها ولا راد . . ثم تظهر النهاية التي لا مفر منها . . ( إلى ربك يومئذ المساق ) . .

ويسدل الستار على المشهد الفاجع ، وفي العين منه صورة ، وفي الحس منه أثر ، وعلى الجو كله وجوم صامت مرهوب .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ} (30)

والخطاب في قوله { إلى ربك } التفات عن طريق خطاب الجماعة في قوله { بل تحبون العاجلة } لأنه لما كان خطابا لغير معين حسن التفنن فيه .

والتعريف في { المساق } تعريف الجنس الذي يعم الناس كلهم بما فيهم الإنسان الكافر المردود عليه . ولك أن تعبر عن اللام بأنها عوض عن المضاف إليه ، أي مساق الإنسان الذي يسأل : أين يوم القيامة .

والمساق : مصدر ميمي ل ( ساق ) وهو تسيير ماش أمام مسيره إلى حيث يريد مسيره وضده القود ، وهو هنا مجاز مستعمل في معنى الإحضار والإيصال إلى حيث يلقى جزاء ربه .

وسلك في الجمل التي بعد ( إذا ) مسلك الإطناب لتهويل حالة الاحتضار على الكافر وفي ذلك إيماء إلى أن الكافر يتراءى له مصيره في حالة احتضاره وقد دل عليه حديث عبادة ن الصامت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، قالت عائشة أو بعض أزواجه : إنا نكره الموت . قال : ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه »