تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

{ الَّذِي كَذَّبَ } بالخبر { وَتَوَلَّى } عن الأمر .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

وقوله - تعالى - : { الذي كَذَّبَ وتولى } صفة لهذا الشقى ، لزيادة التشنيع عليه ، والذم له . أى : سيحترق بهذه النار هذا الإِنسان الذى بلغ الغاية فى الشقاء والتعاسة ، والذى من صفاته أنه كذب بالحق ، وأعرض عن الطاعة . وسار فى طريق الكفر والجحود ، حتى أدركه الموت ، وهو على ذلك .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

ثم يبين من هو الأشقى . إنه : ( الذي كذب وتولى ) . . كذب بالدعوة وتولى عنها . تولى عن الهدى وعن دعوة ربه له ليهديه كما وعد كل من يأتي إليه راغبا .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

ثم فسره فقال : { الَّذِي كَذَّبَ } أي : بقلبه ، { وَتَوَلَّى } أي : عن العمل بجوارحه وأركانه .

قال الإمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لَهِيعة ، حدثنا عبد ربه{[30161]} بن سعيد ، عن المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل النار إلا شقي " . قيل : ومن الشقي ؟ قال : " الذي لا يعمل بطاعة ، ولا يترك لله معصية " {[30162]} .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يونس وسُريج قالا حدثنا فُلَيح ، عن هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هُرَيرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي تدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى " . قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : " من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى " .

ورواه البخاري عن محمد بن سنان ، عن فُلَيح ، به{[30163]}


[30161]:- (1) في أ: "حدثنا عبد الله".
[30162]:- (2) المسند (2/349).
[30163]:- (3) المسند (2/361) وصحيح البخاري برقم (7280).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

قوله : لا يَصْلاها إلاّ الأشْقَى يقول جلّ ثناؤه : لا يدخلها فيصلى بسعيرها إلاّ الأشقى ، الذي كذّبَ وتَوَلّى يقول : الذي كذّب بآيات ربه ، وأعرض عنها ، ولم يصدّق بها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا هشام بن الغاز ، عن مكحول ، عن أبي هريرة ، قال : لتدخُلنّ الجنة إلاّ من يأبى ، قالوا : يا أبا هريرة : ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟ قال : فقرأ : الّذِي كَذّبَ وَتَوَلّى .

حدثني الحسن بن ناضح ، قال : حدثنا الحسن بن حبيب ومعاذ بن معاذ ، قالا : حدثنا الأشعث ، عن الحسن في قوله : لا يَصْلاها إلاّ الأشْقَى قال مُعاذ : الذي كذّب وتولى ، ولم يقله الحسن ، قال : المشرك .

وكان بعض أهل العربية يقول : لم يكن كذب بردّ ظاهر ، ولكن قصّر عما أمر به من الطاعة ، فجُعِل تكذيبا ، كما تقول : لقي فلان العدوّ ، فكذب إذا نكل ورجع . وذُكر أنه سمع بعض العرب يقول : ليس لحدّهم مكذوبة ، بمعنى : أنهم إذا لقوا صدقوا القتال ، ولم يرجعوا قال : وكذلك قول الله : لَيَسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ} (16)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ الذي كذب وتولى } الذين كذبوا بالقرآن "وتولى" يعني وأعرض عن الإيمان...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "لا يَصْلاها إلاّ الأشْقَى" يقول جلّ ثناؤه : لا يدخلها فيصلى بسعيرها إلاّ الأشقى ، "الذي كذّبَ وتَوَلّى" يقول : الذي كذّب بآيات ربه ، وأعرض عنها ، ولم يصدّق بها .

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ الذي كذب } أي أفسد قوته العلمية بأن أوقع التكذيب بما حقه التصديق { وتولى } أي أفسد قوته العملية بأن أعرض عن الحق تكبراً وعناداً فلم يؤت ماله لزكاة نفسه...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يبين من هو الأشقى . إنه : ( الذي كذب وتولى ) . . كذب بالدعوة وتولى عنها . تولى عن الهدى وعن دعوة ربه له ليهديه كما وعد كل من يأتي إليه راغبا . ...

تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :

ثم بين هذا بقوله : { الذي كذب وتولى } التكذيب في مقابل الخبر ، والتولي في مقابل الأمر والنهي .

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

معيار الشقاء والسعادة إذن هو الكفر والإيمان وما ينبثق عنهما من موقف عملي ، إنّه لشقي حقّاً هذا الذي يعرض عن كلّ معالم الهداية وعن كلّ الإمكانات المتاحة للإيمان والتقوى . . . بل إنّه أشقى النّاس . عبارة ( الذي كذّب وتولى ) قد يكون التكذيب إشارة إلى الكفر ، والتولي إشارة إلى ترك الأعمال الصالحة ، إذ هو ملازم للكفر ، وقد يشير الفعلان إلى ترك الإيمان ، ويكون التكذيب بنبيّ الإسلام ، والتولي الإعراض عنه .