تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمَدَّكُم بِأَنۡعَٰمٖ وَبَنِينَ} (133)

{ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ } من إبل وبقر وغنم { وَبَنِينَ } أي : وكثرة نسل ، كثر أموالكم ، وكثر أولادكم ، خصوصا الذكور ، أفضل القسمين . هذا تذكيرهم بالنعم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَمَدَّكُم بِأَنۡعَٰمٖ وَبَنِينَ} (133)

وبعد نهيه إياهم عن تلك الرذائل ، أمرهم بتقوى الله وطاعته وشكره على نعمه فقال : { فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ واتقوا الذي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ إني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } .

أى : اتركوا هذه الرذائل ، واتقوا الله وأطيعون فى كل ما آمركم به . أو أنهاكم عنه ، واتقوا الله - تعالى - الذى أمدكم بألوان لا تحصى من النعم ، فقد أمدكم بالأنعام - وهى الإبل والبقر والغنم - التى هى أعز أموالكم ، وأمدكم بالأولاد ليكونوا قوة لكم ، وأمدكم بالبساتين العامرة بالثمار ، وبالعيون التى تنتفعون بمائها العذب .

ثم ختم إرشاده لهم ، ببيان أنه حريص على مصلحتهم ، وأنه يخشى عليهم إذا لم يستجيبوا لدعوته أن ينزل بهم عذاب عظيم فى يوم تشتد أهواله ولا تنفعهم فيه أموالهم ولا أولادهم .

وبذلك نرى أن هودا - عليه السلام - قد جمع فى نصحه لقومه بين الترهيب والترغيب ، وبين الإنذار والتبشير ، وبين التعفف عن دنياهم ، والحرص على مصلحتهم .

ولكن هذه النصائح الحكيمة ، لم يستقبلها قومه استقبالا حسنا ، ولم تجد منهم قبولا ، بل كان ردهم عليه - كما حكى القرآن عنهم - : { قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ الواعظين } .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمَدَّكُم بِأَنۡعَٰمٖ وَبَنِينَ} (133)

ثم يفصل بعض التفصيل : ( أمدكم بأنعام وبنين ، وجنات وعيون )وهي النعم المعهودة في ذلك العهد ؛ وهي نعمة في كل عهد . . ثم يخوفهم عذاب يوم عظيم . في صورة الإشفاق عليهم من ذلك العذاب . فهو أخوهم ، وهو واحد منهم ، وهو حريص ألا يحل بهم عذاب ذلك اليوم الذي لا شك فيه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَمَدَّكُم بِأَنۡعَٰمٖ وَبَنِينَ} (133)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتّقُواْ الّذِيَ أَمَدّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنّاتٍ وَعُيُونٍ * إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هود لقومه من عاد : اتقوا عقاب الله أيها القوم بطاعتكم إياه فيما أمركم ونهاكم ، وانتهوا عن اللهو واللعب ، وظلم الناس ، وقهرهم بالغلبة والفساد في الأرض ، واحذروا سخط الذي أعطاكم من عنده ما تعلمون ، وأعانكم به من بين المواشي والبنين والبساتين والأنهار إنّي أخافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ من الله عَظِيمٍ .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَمَدَّكُم بِأَنۡعَٰمٖ وَبَنِينَ} (133)

هذه الجملة بمنزلة بدل البعض من جملة { أمدكم بما تعلمون } فإن فعل { أمدّكم } الثاني وإن كان مساوياً ل { أمدكم } الأول فإنما صار بدلاً منه باعتبار ما تعلق به من قوله : { بأنعام وبنين } إلخ الذي هو بعض ممّا تعلمون . وكلا الاعتبارين التوكيد والبدل يقتضي الفصل ، فلأجله لم تعطف الجملة .

وابتدأ في تعداد النعم بذكر الأنعام لأنها أجلّ نعمة على أهل ذلك البلد ، لأن منها أقواتَهم ولباسهم وعليها أسفارهم وكانوا أهلَ نُجعة فهي سبب بقائهم ، وعطف عليها البنين لأنهم نعمة عظيمة بأنها أنسهم وعونهم على أسباب الحياة وبقاء ذكرهم بعدهم وكثرة أمتهم

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَمَدَّكُم بِأَنۡعَٰمٖ وَبَنِينَ} (133)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم أخبر بالذي أعطاهم، فقال سبحانه: {أمدكم بأنعام وبنين}

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 131]

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هود لقومه من عاد: اتقوا عقاب الله أيها القوم بطاعتكم إياه فيما أمركم ونهاكم، وانتهوا عن اللهو واللعب، وظلم الناس، وقهرهم بالغلبة والفساد في الأرض، واحذروا سخط الذي أعطاكم من عنده ما تعلمون، وأعانكم به من بين المواشي والبنين والبساتين والأنهار "إنّي أخافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ من الله عَظِيمٍ".

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

حكى الله تعالى عن هود أنه قال لقومه واتقوا معاصي الله الذي أمدكم بالذي تعلمون من أنواع نعمه، فالإمداد: اتباع الثاني ما قبله شيئا بعد شئ، على انتظام؛ فهؤلاء أمدهم الله بالمال وبالبنين، يعني الذكور من الأولاد، وبالأنعام من الإبل والبقر والغنم والبساتين التي فيها شجر تحتها عيون جارية فيها، فآتاهم رزقهم على إدرار.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ} ثم عدّدها عليهم وعرّفهم المنعم بتعديد ما يعلمون من نعمته، وأنه كما قدر أن يتفضل عليكم بهذه النعمة، فهو قادر على الثواب والعقاب، فاتقوه. ونحوه قوله تعالى: {وَيُحَذّرُكُمُ الله نَفْسَهُ والله رَءوفُ بالعباد} [آل عمران: 30]. فإن قلت: كيف قرن البنين بالأنعام؟ قلت: هم الذين يعينونهم على حفظها والقيام عليها.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم فصلها من بعد بقوله: {أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} فبلغ في دعائهم -بالوعظ والترغيب والتخويف والبيان- النهاية.

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

ولما أتى بذكر ما أمدهم به مجملاً محالاً على علمهم، أتى به مفصلاً. فبدأ بالأنعام، وهي التي تحصل بها الرئاسة في الدنيا، والقوة على من عاداهم، والغنى هو السبب في حصول الذرية غالباً لوجده. وبحصول القوة أيضاً بالبنين، فلذلك قرنهم بالأنعام، ولأنهم يستعينون بهم في حفظها والقيام عليها. واتبع ذلك بالبساتين والمياه المطردة، إذ الإمداد بذلك من إتمام النعمة.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما أجمل، فصل ليكون أكمل، فقال: {أمدكم بأنعام} أي تعينكم على الأعمال وتأكلون منها وتبيعون. ولما قدم ما يقيم الأود، أتبعه قوله: {وبنين} أي يعينونكم على ما تريدون عند العجز.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ} من إبل وبقر وغنم {وَبَنِينَ} أي: وكثرة نسل، كثر أموالكم، وكثر أولادكم، خصوصا الذكور... هذا تذكيرهم بالنعم.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يفصل بعض التفصيل: (أمدكم بأنعام وبنين، وجنات وعيون) وهي النعم المعهودة في ذلك العهد؛ وهي نعمة في كل عهد.. ثم يخوفهم عذاب يوم عظيم. في صورة الإشفاق عليهم من ذلك العذاب. فهو أخوهم، وهو واحد منهم، وهو حريص ألا يحل بهم عذاب ذلك اليوم الذي لا شك فيه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وابتدأ في تعداد النعم بذكر الأنعام لأنها أجلّ نعمة على أهل ذلك البلد، لأن منها أقواتَهم ولباسهم وعليها أسفارهم وكانوا أهلَ نُجعة فهي سبب بقائهم، وعطف عليها البنين لأنهم نعمة عظيمة بأنها أنسهم وعونهم على أسباب الحياة وبقاء ذكرهم بعدهم وكثرة أمتهم.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وبعد هذا التعبير المُجل يذكر تفصيل نعم الله عليهم، فيقول: (أمدكم بأنعام وبنين)...

فمن جهة وفّر لكم الأُمور المادية، وكان القسم المهم منها خاصّة في ذلك العصر الأنعام والمطايا من النياق وغيرها. ومن جهة أخرى وفر لكم القوّة الكافية وهي «الأبناء» للحفاظ على الأنعام وتدجينها...

وهذا التعبير تكرر في آيات مختلفة، فعند عدّ النعم المادية تذكر الأموال أولا ثمّ الأبناء ثانياً، وهم الحفظة للأموال ومنمّوها، ويبدو أن هذا ترتيب طبيعي، لا أن الأموال أهم من الأبناء... إذ نقرأ في الآية (6) من سورة الإِسراء... (وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً)...

ثمّ يضيف بعد ذلك: (وجنات وعيون).

وهكذا فقد وفر الله لكم سبل الحياة جميعاً، من حيث الأبناء أو القوّة الإِنسانية، والزراعة والتدجين ووسائل الحمل والنقل، بشكل لا يحس الإِنسان معه بأي نقص أو قلق في حياته!.

لكن ما الذي حدث حتى نسيتم واهب هذه النعم جميعاً، وأنتم تجلسون على مائدته ليل نهار، ولا تعرفون قدره؟!