تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكۡرَىٰ وَقَدۡ جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مُّبِينٞ} (13)

ويؤيده أيضا أنه قال في هذه الآية : { أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ } وهذا يقال يوم القيامة للكفار حين يطلبون الرجوع إلى الدنيا فيقال : قد ذهب وقت الرجوع .

وقيل : إن المراد بذلك ما أصاب كفار قريش حين امتنعوا من الإيمان واستكبروا على الحق فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : { اللهم أعني عليهم بسنين كسني يوسف } فأرسل الله عليهم الجوع العظيم حتى أكلوا الميتات والعظام وصاروا يرون الذي بين السماء والأرض كهيئة الدخان وليس به ، وذلك من شدة الجوع .

فيكون -على هذا- قوله : { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ } أن ذلك بالنسبة إلى أبصارهم وما يشاهدون وليس بدخان حقيقة .

ولم يزالوا بهذه الحالة حتى استرحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألوه أن يدعو الله لهم أن يكشفه الله عنهم فدعا ربه فكشفه الله عنهم ، وعلى هذا فيكون قوله :

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكۡرَىٰ وَقَدۡ جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مُّبِينٞ} (13)

ولذا عقب الله - تعالى - على تضرعهم هذا بقوله : { أنى لَهُمُ الذكرى . . } أى : كيف يتأتى لهم التذكر والاعتبار والاتعاظ . .

والحال أنهم { وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ } هو محمد - صلى الله عليه وسلم - ، الى لم يترك بابا من أبواب الخير إلا وأرشدهم إليه ، ولم يترك وسيلة من وسائل الهداية إلا وسلكها معهم . .

.

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكۡرَىٰ وَقَدۡ جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مُّبِينٞ} (13)

وهكذا قال جل وعلا ها هنا : ( أنى لهم الذكرى ، وقد جاءهم رسول مبين ، ثم تولوا عنه وقالوا : معلم مجنون ) . . يقول : كيف لهم التذكر وقد أرسلنا إليهم رسولاً بين الرسالة والنذارة ،