قوله تعالى { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين } .
قال البخاري : حدثنا يحيى ، حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق قال : دخلت على عبد الله فقال : إن من العلم أن تقول لما لا تعلم : الله أعلم . إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } . إن قريشا لما غلبوا النبي صلى الله عليه وسلم واستعصوا عليه قال : اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد ، حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع { قالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } فقيل له : إن كشفنا عنهم يوم عادوا ، فدعا به ربه ، فكشف عنهم فعادوا ، فانتقم الله منهم يوم بدر ، فذلك قوله تعالى { يوم تأتي السماء بدخان مبين- إلى قوله جل ذكره- إنا منتقمون } .
( الصحيح 8/435 ح 4822- ك التفسير- سورة الدخان ، ب الآية ) .
قال ابن كثير : وقوله { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } أي : يقول الكافرون إذا عاينوا عذاب الله وعقابه سائلين رفعه وكشفه عنهم ، كقوله { ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين } . وكذا قوله { وأنذر الناس بوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال } وهكذا قال هاهنا : { أنّى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون } . يقول : كيف لهم بالتذكر ، وقد أرسلنا إليهم رسولا بين الرسالة والنذارة ، ومع هذا تولوا عنه وما وافقوه ، بل كذبوه وقالوا : معلم مجنون . وهكذا كقوله تعالى { يوم يتذكر الإنسان وأنّى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي } .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، في قوله : { أنّى لهم الذكرى } يقول : كيف لهم .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { أنّى لهم الذكرى } بعد وقوع البلاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.