تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (100)

{ رَبِّ هَبْ لِي } ولدا يكون { مِنَ الصَّالِحِينَ } وذلك عند ما أيس من قومه ، ولم ير فيهم خيرا ، دعا اللّه أن يهب له غلاما صالحا ، ينفع اللّه به في حياته ، وبعد مماته .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (100)

ثم أضاف إلى هذا الأمل الكبير فى هداية الله - تعالى - له ، أملا آخر وهو منحه الذرية الصالحة فقال : { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصالحين } .

أى : وأسألك يا ربى بجانب هذه الهداية إلى الخير والحق ، أن تهب لى ولدا هو من عبادك الصالحين ، الذين أستعين بهم على نشر دعوتك ، وعلى إعلاء كلمتك

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (100)

وقوله : رَبّ هَبْ لي مِنَ الصّالِحِينَ وهذا مسألة إبراهيم ربه أن يرزقه ولدا صالحا يقول : قال : يا ربّ هب لي منك ولدا يكون من الصالحين الذين يطيعونك ، ولا يعصُونك ، ويصلحون في الأرض ، ولا يفسدون ، كما :

حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : رَبّ هَبْ لِي مِنَ الصّالِحِينَ قال : ولدا صالحا .

وقال : من الصالحين ، ولم يَقُلْ : صالحا من الصالحين ، اجتزاءً بمن ذكر من المتروك ، كما قال عزّ وجلّ : وكانُوا فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ بمعنى زاهدين من الزاهدين .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (100)

{ رب هب لي من الصالحين } بعض الصالحين يعينني على الدعوة والطاعة ويؤنسني في الغربة ، يعني الولد لأن لفظ الهبة غالبة فيه .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (100)

وجملة { ربّ هب لي من الصالِحِينَ } بقية قوله فإنه بعد أن أخبر أنه مهاجر استشعر قلة أهله وعقم امرأته وثار ذلك الخاطر في نفسه عند إزماع الرحيل لأن الشعور بقلة الأهل عند مفارقة الأوطان يكون أقوى لأن المرء إذا كان بين قومه كان له بعض السلوّ بوجود قرابته وأصدقائه .

ومما يدل على أنه سأل النسل ما جاء في سفر التكوين ( الاصحاح الخامس عشر ) « وقال أبرام إنك لم تعطني نسلاً وهذا ابن بيتي ( بمعنى مولاه ) وارث لي ( أنهم كانوا إذا مات عن غير نسل ورثه مواليه ) » . وكان عمر إبراهيم حين خرج من بلاده نحواً من سبعين سنة .

وقال في « الكشاف » : لفظ الهبة غلب في الولد . لعله يعني أن هذا اللفظ غلب في القرآن في الولد : ولا أحسبه غلب فيه في كلام العرب لأني لم أقف عليه وإن كان قد جاء في الأخ في قوله تعالى : { ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبياً } [ مريم : 53 ] .

فحذف مفعول الفعل لدلالة الفعل عليه .

ووصفه بأنه من الصالحين لأن نعمة الولد تكون أكمل إذا كان صالحاً فإن صلاح الأبناء قُرة عين للآباء ، ومن صلاحهم برُّهم بوالديهم .