تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (100)

الآية 100 وقوله تعالى : { ربّ هب لي من الصالحين } كأنه قال : رب هب لي غلاما ، واجعله من الصالحين . دليل ذلك ما ذكر له من البشارة له بالغلام على إثر ذلك أن سؤاله كان سؤال الغلام .

ثم فيه دليل جواز سؤال الولد الذَّكر ربه . لكنه يسأل{[17843]} بشرط الصلاح والطيب كما سأل الأنبياء :

سأله إبراهيم عليه السلام { رب هب لي من الصالحين } وقال زكريا عليه السلام { رب هب لي من لدنك ذرّية طيبة } [ آل عمران : 38 ] وما ذكره ، وحكى عنهم مدحا لهم وثناء عليهم حين{[17844]} قال عز وجل : { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } [ الفرقان : 74 ] يجب على [ كل من يسأل ربه الولد أن يسأله بهذه ]{[17845]} الشرائط التي سألها{[17846]} الأنبياء عليهم السلام . فيكون سؤالهم الولد على ذلك سؤالا لله عز وجل وما سصلح لقيامه لأمره وعبادته .

فأما أن يسأله إياه لذة لنفسه وسرورا له في الدنيا فلا .

ثم يحتمل قوله : { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } [ الفرقان : 74 ] إلى آخر ما ذكر وجهين :

أحدهما : أي هب لنا من أزواجنا وذرياتنا ما تقر به أعيننا .

[ والثاني : أي ]{[17847]} هب لنا من أزواجنا من الولد والذرية ما تقرّ به أعيننا على ما سال زكريا عليه السلام حين{[17848]} { قال رب هب لي من لدنك ذرّية طيبة إنك سميع الدعاء } [ آل عمران : 38 ] .

ثم فيه دلالة أن الولد هبة الله لهم وعطاء لهم . ولذلك قال [ زكريا عليه السلام ]{[17849]} : { ذرية طيبة } [ وقال عز وجل : ]{[17850]} { يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور } [ الشورى : 39 ] وقد ذكرنا{[17851]} هذا في ما تقدم ، والله أعلم [ أعني المعنى الذي به ]{[17852]} صار الولد هبة من الله تعالى .


[17843]:في الأصل وم: يسأله.
[17844]:في الأصل وم: حيث.
[17845]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: ما يسأله على هذه.
[17846]:في الأصل وم: سألته.
[17847]:في الأصل وم: أو.
[17848]:في الأصل وم: حيث.
[17849]:ساقطة من الأصل وم.
[17850]:ساقطة من الأصل و م.
[17851]:من م، في الأصل: ذكر.
[17852]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: يعني لما.