{ 31 - 36 } { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا }
لما ذكر حال المجرمين ذكر مآل المتقين فقال : { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا } أي{[1340]} : الذين اتقوا سخط ربهم ، بالتمسك بطاعته ، والانكفاف عما يكرهه{[1341]} فلهم مفاز ومنجي ، وبعد عن النار .
وكعادة القرآن الكريم فى الموازنة بين عاقبة الأشرار والأخيار ، جاء الحديث عن حسن عاقبة المتقين ، بعد الحديث عن سوء عاقبة الطاغين فقال - تعالى - : { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } أى : للمتقين الذين صانوا أنفسهم عن كل ما لا يرضى ربهم . . { مَفَازاً } أى : فوزاً برضوانه وجنته فقوله { مَفَازاً } مصدر بمعنى الفوز والظفر بالمطلوب ، وتنوينه للتعظيم .
القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّ لِلْمُتّقِينَ مَفَازاً * حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً * وَكَأْساً دِهَاقاً * لاّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذّاباً } .
يقول : إن للمتقين مَنجًى من النار إلى الجنة ، ومخلصا منهم لهم إليها ، وظفرا بما طلبوا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد إنّ لِلْمُتّقِينَ مَفازا قال : فازوا بأن نَجَوا من النار .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة إنّ لِلْمُتقِينَ مَفازا : إي والله مفازا من النار إلى الجنة ، ومن عذاب الله إلى رحمته .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : إنّ لِلْمُتّقِينَ مَفازا قال : مفازا من النار إلى الجنة .
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : إنّ لِلْمُتّقِينَ مَفازا يقول : مُنْتَزها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.