تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (5)

{ 5-6 } { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }

لما ذكر تعالى من أوصافه الكاملة العظيمة ، ما به يعرف ويعبد ، ويبذل الجهد في مرضاته ، وتجتنب مساخطه ، أخبر بما فعل بالأمم السابقين ، والقرون الماضين ، الذين لم تزل أنباؤهم يتحدث بها المتأخرون ، ويخبر بها الصادقون ، وأنهم حين جاءتهم{[1113]} الرسل  بالحق ، كذبوهم وعاندوهم ، فأذاقهم الله وبال أمرهم في الدنيا ، وأخزاهم فيها ، { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } في [ الدار ] الآخرة ، ولهذا ذكر السبب في هذه العقوبة فقال :


[1113]:- في ب: رسلهم.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (5)

{ ألم يأتكم } يا أهل مكة { نبأ الذين كفروا من قبل } أي خبر الأمم الكافرة قبلكم { فذاقوا وبال أمرهم } ذاقوا في الدنيا العقوبة بكفرهم { ولهم } في الآخرة { عذاب أليم }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (5)

ولما تقرر الإيمان به من أنه الملك الذي له وحده الملك ، وأشار بما يشاهد من انقسام عبيده إلى مؤمن وكافر إلى أنه لابد من الأخذ على يد الظالم منهما كما هي عادة الملوك ، لا يسوغ في الحكمة ولا في العادة غير ذلك ، وأخبر أن علمه محيط لنسبته إلى العلويات والسفليات و{[65729]}الظواهر والبواطن على حد سواء ، أتبع ذلك وجوب الإيمان برسله لجمع الكلمة عليه سبحانه لنكمل الحياة بإصلاح ذات البين لئلا يقع الخلاف فتفسد الحياة ووجوب الاعتبار لمن مضى من أممهم ، فمن لم يعتبر عثر في مهواه من الأمل ، ودل عليه بإهلاكه من خالفهم إهلاكاً منسقاً في خرقه للعادة{[65730]} وخصوصه لهم على وجه مقرر{[65731]} ما مضى من انفراده بالملك معلم أن الكفرة هم المبطلون فقال : { ألم يأتكم } أي أيها الناس ولا سيما الكفار لتعلموا أنه شامل العلم محيط القدرة ينتقم من المسيء { نبؤا الذين } وعبر بما يشمل{[65732]} شديد الكفر وضعيفه فقال : { كفروا } أي خبرهم العظيم .

ولما كان المهلكون على ذلك الوجه بعض الكفار وهم الذين أرسل إليهم الرسل ، فلم يستغرقوا ما مضى من الزمان قال : { من قبل } كالقرون المذكورين في الأعراف ، ثم سبب عن كفرهم وعقب قوله : { فذاقوا } أي باشروا مباشرة الذائق بالعدل الثاني كما كان حكم عليهم بالعدل الأول بالتقسيم إلى كافر ومؤمن { وبال أمرهم } أي شدة ما كانوا فيه مما يستحق أن يشاور فيه ويؤمر وينهى وثقله ووخامة مرعاه في الدنيا ، وأصله الثقل كيفما قلب { ولهم } أي مع ما ذاقوه بسببه في الدنيا { عذاب أليم * } في البرزخ ثم القيامة التي هي موضع الفصل الأعظم .


[65729]:- زيد في الأصل: في، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[65730]:- من م، وفي الأصل وظ: من العادة.
[65731]:- من ظ وم، وفي الأصل: مقدر.
[65732]:- من م، وفي الأصل وظ: يشتمل.