بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ} (138)

روي عن ابن عباس أنه قال : هو الوعظ بعينه { إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الاولين } قرأ أبو عمرو والكسائي وابن كثير : إن هذا إلا خلق ، بنصب الخاء ، وقرأ الباقون بالضم ، فمن قرأ بالنصب ، فمعناه : ما هذا العذاب الذي تذكره إلا أحاديث الأولين . ويقال : الإحياء بعد الموت لا يكون ، وإنما هذا خلق الأولين أنهم يعيشون ، ثم يموتون { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } قال القتبي : الخلق الكذب كقوله : { مَا سَمِعْنَا بهذا فِى الملة الاخرة إِنْ هذا إِلاَّ اختلاق } [ ص : 7 ] وكقوله : { إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الأولين } [ الشعراء : 137 ] أي : خوضهم للكذب . والعرب تقول للخرافات أحاديث الخلق قال : وأعمل الخلق التقدير ، وهاهنا أراد بهم اختلاقهم ، وكذبهم ، وأما من قرأ بضم الخاء ، فمعناه : إن هذا إلا عادة الأولين ، والعادة أيضاً تحتمل المعنيين ، مثل الأول .