الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَجُنُودُ إِبۡلِيسَ أَجۡمَعُونَ} (95)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فكبكبوا فيها } قال : جمعوا فيها { هم والغاوون } قال : مشركو العرب والآلهة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد { فكبكبوا } قال : رموا .

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن السدي { فكبكبوا فيها } قال : في النار { هم } قال : الآلهة { والغاوون } قال : مشركو قريش { وجنود إبليس } قال : ذرية إبليس ومن ولد .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { والغاوون } قال : الشياطين .

وأخرج ابن مردويه عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الناس يمرون يوم القيامة على الصراط : والصراط دحض مزلة يتكفأ بأهله . والنار تأخذ منهم ، وإن جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق . فبينما هم كذلك إذ جاءهم نداء من الرحمن : عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا ؟ فيقولون : رب أنت تعلم أنا إياك كنا نعبد . فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط : عبادي حق عليّ أن لا أَكِلَكُمُ اليوم إلى أحد غيري فقد عفوت عنكم ، ورضيت عنكم . فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة ، فينحون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم في النار { فما لنا من شافعين ، ولا صديق حميم ، فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } [ إبراهيم : 43 ] قال الله { فكبكبوا فيها هم والغاوون } قال ابن عباس : ادخروا فيها إلى آخر الدهر » .

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أمتي ستحشر يوم القيامة ، فبينما هم وقوف إذ جاءهم مناد من الله : ليعتزل سفاكو الدماء بغير حقها . فيميزون على حدة ، فيسيل عندهم سيل من دم ، ثم يقول لهم الداعي : أعيدوا هذه الدماء في أجسادها . فيقولون : كيف نعيدها في أجسادها ؟ فيقول : احشروهم إلى النار . فبينما هم يجرون إلى النار إذ نادى مناد فقال : إن القوم قد كانوا يهللون . فيوقفون منها مكاناً يجدون وهجها حتى يفرغ من حساب أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يكبكبون في النار { هم والغاوون } ، { وجنود إبليس أجمعون } » .

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أمامة أن عائشة قالت : يا رسول الله يكون يوم لا يغنى عنا فيه من الله شيء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « نعم . في ثلاث مواطن : عند الميزان ، وعند النور والظلمة ، وعند الصراط . من شاء الله سلمه وأجازه ، ومن شاء كبكبه في النار قالت : يا رسول الله وما الصراط ؟ قال : طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه مثل حد الموسى ، والملائكة صافون يميناً وشمالاً يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون : سلم سلم { وأفئدتهم هواء } فمن شاء الله سلمه ومن شاء كبكبه في النار » .