الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { واجعل لي لسان صدق في الآخرين } قال : يؤمن بإبراهيم كل ملة .

وأخرج ابن أبي الدنيا في الذكر ، وابن مردويه من طريق الحسن عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا توضأ العبد لصلاة مكتوبة فاسبغ الوضوء ثم خرج من باب داره يريد المسجد ، فقال حين يخرج : بسم الله الذي خلقني فهو يهدين . هداه الله للصواب - ولفظ ابن مردويه : لصواب الأعمال - والذي هو يطعمني ويسقين . أطعمه الله من طعام الجنة ، وسقاه من شراب الجنة ، وإذا مرضت فهو يشفين . شفاه الله وجعل مرضه كفارة لذنوبه ، والذي يميتني ثم يحيين . أحياه الله حياة السعداء ، وأماته ميتة الشهداء ، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين . غفر الله خطاياه كلها وإن كانت أكثر من زبد البحر ، رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين . وهب الله له حكماً وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقي ، واجعل لي لسان صدق في الآخرين . كتب في ورقة بيضاء أن فلان ابن فلان من الصادقين ، ثم وفقه الله بعد ذلك للصدق ، واجعلني من ورثة جنة النعيم . جعل الله له القصور والمنازل في الجنة » وكان الحسن يزيد فيه - واغفر لوالدي كما ربياني صغيراً .

وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عائشة أنها قالت : يا رسول الله أن ابن جدعان كان يقري الضيف ، ويصل الرحم ، ويفعل ويفعل . أينفعه ذلك ؟ قال : لا . إنه لم يقل يوماً قط : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين .