تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكۡرَىٰ وَقَدۡ جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مُّبِينٞ} (13)

10

المفردات :

أنى : كيف يكون ، ومن أين .

التفسير :

13 ، 14- { أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين * ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون } .

كيف يتذكر هؤلاء ربهم ، ويصدقون في إيمانهم وجبلتهم وطبيعتهم الإمعان في الكفر والعناد ، فقد جاءهم رسول كريم ، مؤيد بالوحي والقرآن الذي يزلزل الجبال ، ويؤثر في الصم الشداد ، وتخشع له الحجارة الصماء ، ومع كل ذلك أعرضوا عن القرآن والإيمان والرسول المؤيد بالمعجزات .

وقالوا : { معلم } . يعلمه فتى أعجمي عند أحد بني ثقيف .

{ مجنون } . تأتيه نوبة من الجنون ، فيهرتق بما لا يعرف ، لأنهم رأوا القرآن فوق طاقتهم وفوق طاقة البشر ، فنسبوه إلى الشعر وإلى الجنون ، ولو أنصفوا لقالوا : إنه وحي السماء ، وكلام الله العلي القدير .

قال الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير :

إن كفار مكة كان لهم في ظهور القرآن على يد محمد صلى الله عليه وسلم قولان :

منهم من كان يقول : إن محمدا يتعلم هذا الكلام من بعض الناس ، ومنهم من كان يقول : إنه مجنون ، والجن تلقي عليه هذا الكلام حال تخبطه . اه .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكۡرَىٰ وَقَدۡ جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مُّبِينٞ} (13)

والمراد بقوله سبحانه وتعالى . { أنى لَهُمُ الذكرى } نفي صدقهم في الوعد وأن غرضهم إنما هو كشف العذاب والخلاص أي كيف يتذكرون أو من أين يتذكرون بذلك ويفون بما وعدوه من الإيمان عند كشف العذاب عنهم .

{ وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ } أي والحال أنهم شاهدوا من دواعي التذكر وموجبات الاتعاظ ما هو أعظم من ذلك في إيجابهما حيث جاءهم رسول عظيم الشأن ظاهر أمر رسالته بالآيات والمعجزات التي تخر لها صم الجبال أو مظهر لهم مناهج الحق بذلك .