تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ} (19)

19- وإلى الجبال كيف نصبت .

والتأمّل في الجبال يظهر عظمتها ورسوخها وشموخها ، ثم إن الجبال تمتد في الأرض بحجم أكبر من الحجم البارز منها ، بحيث تصبح ممسكة بالأرض حتى لا تميد ولا تضطرب ، وفي أعلى الجبال تتكون الثلوج وتنزل المياه لتروي السفوح والوديان ، ولأمر ما كانت رسالات السماء تنزل على الرسل وهم عند الجبال ، حيث الصفاء والنقاء ، فقد كلّم الله موسى من جانب الطور ، ونزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم وكان في غار حراء فوق جبل مرتفع ، وكانت الجبال تردّد أناشيد داود .

قال تعالى : ولقد آتينا داود منّا فضلا يا جبال أوّبي معه . . . ( سبأ : 10 ) .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ} (19)

قوله : { وإلى الجبال كيف نصبت } خلقت الأرض أولا من غير الجبال فمادت وتحركت واضطربت ثم ثبتها الله بالجبال الثقال الرواسي . وهي في أشكالها المذهلة من الطول والضخامة والكثرة والمهابة ما يثير البال ويستنفر الخيال والذهن للتفكير والصور ، فيستيقن المرء بعذ ذلك أن ظاهرة الجبال القائمة المنصوبة قد أحكمتها إرادة الله الخالق القادر .