فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ} (19)

{ نصبت } وضعت وضعا ثابتا .

{ وإلى الجبال كيف نصبت } ولينظروا ببصائرهم وأبصارهم إلى الجبال التي وضعها الله تعالى وضعا ثابا مثبتا ، فهي لا تزول من أماكنها إلا حين يأتي أمر ربنا سبحانه ، وهي مثبتة لكوكب الأرض كله حتى لا يضطرب أو يميد ، بل في إرسائها الخير الكثير والنفع الوفير ، فعلى قممها يتحدر الغيث ، وفي أصولها يسكن الله تعالى قدرا منه يختزن فتكون منه العيون ، وعلى صخورها تتحدر السيول فتشق الأنهار ، وبين صخورها وعلى سفوحها تكون الزورع والأشجار والمعادن وكريم الأحجار ؛ وصدق الله العظيم : { والجبال أرساها . متاعا لكم ولأنعامكم }{[4]} .

/خ20


[4]:- فضمني إلى صدره.