تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

المفردات :

نيسرك لليسرى : نوفقك للطريقة اليسرى في كل أمر .

التفسير :

8- ونيسّرك لليسرى .

نسهل عليك أفعلا الخير ، ونشرع لك شرعا سهلا سمحا ، لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر .

قال تعالى : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر . . . ( البقرة : 185 ) .

وقال سبحانه وتعالى : ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج . . . ( المائدة : 6 ) .

وقد كان صلى الله عليه وسلم نموذجا للتيسير ، قال صلى الله عليه وسلم : ( يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا )xviii .

ونلمح أن في الآيات تلطفا وتكريما وإيناسا للرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث بشّره ببشارتين :

الأولى : أن يكون حافظا للقرآن الكريم فلا ينساه .

الثانية : توفيقه صلى الله عليه وسلم إلى الشريعة اليسرى ، وإلى الأخلاق الكريمة ، وإلى الأخذ بما هو أرفق وأيسر في كل أحواله .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

ولما ذكر الإلهيات والنبوة وأشير إلى النسخ ، أشار إلى أن الدين المشروع له هو الحنيفية السمحة ، وأنه سبحانه وتعالى لا يقيمه في شيء بنسخ أو غيره إلا كان هو الأيسر له-{[72876]} والأرفق ، لأن الرفق والعنف يتغيران بحسب الزمان ، فقال مبيناً للقوة العملية أثر بيانه للعلمية{[72877]} : { ونيسرك } أي نجعلك أنت مهيأ مسهلاً مليناً-{[72878]} موفقاً { لليسرى * } أي في حفظ الوحي وتدبره{[72879]} وغير ذلك من الطرائق{[72880]} والحالات كلها التي هي لينة سهلة خفيفة{[72881]} - كما أشار إليه قوله : " كل ميسر لما خلق له " ولهذا لم يقل : ونيسر لك ، لأنه هو مطبوع على حبها .


[72876]:زيد من ظ و م.
[72877]:زيد في الأصل: فقال، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72878]:زيد من ظ و م.
[72879]:في ظ: تدبيره.
[72880]:في ظ: الطريق.
[72881]:من ظ و م، وفي الأصل: حنيفه.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ} (8)

قوله : { ونيسّرك لليسرى } معطوف على قوله : { سنقرئك فلا تنسى } والمعنى : نيسرك لعمل الخير . وقيل : نيسرك للجنة . وقيل : نيسرك أو نوفقك للشريعة الكريمة السمحة التي هي أيسر الشرائع وأكملها وأتمها وأسهلها للعمل والأخذ . وقيل : نوفقك للطريقة التي هي أسهل وأيسر لحفظ الوحي .