تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (12)

المفردات :

أول المسلمين : أول من خالف دين آبائه ، وخلع عبادة الأصنام ، أو أول المسلمين من هذه الأمّة .

التفسير :

12- { وأمرت لأن أكون أول المسلمين } .

وكذلك أمرني ربي أن أكون أول المسلمين من هذه الأمة ، فقد أنزل الله عليّ الوحي ، وخصني بالرسالة ، لأدعو نفسي والناس أجمعين إلى توحيد الله بالعبادة ، ونبذ عبادة غير الله ، من الأوثان والأصنام ، فأنا أول من خالف دين آبائه وأجداده في نبذ عبادة الأصنام ، وأنا أعتز بذلك وأفتخر به ، أن أكون قدوة لكل مسلم ، ومقدمة لكل مؤمن ، قال تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } . ( الأحزاب : 21 ) .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (12)

{ وأمرت لأن أكون أول المسلمين } اللام هنا يجوز أن تكون زائدة أو للتعليل ويكون المفعول على هذا محذوف ، فإن قيل : كيف عطف أمرت على أمرت والمعنى واحد ؟ فالجواب أن الأول أمر بالعبادة والإخلاص والثاني أمر بالسبق إلى الإسلام فهما معنيان اثنان وكذلك قوله : { قل الله أعبد } ليس تكرارا لقوله : { أمرت أن أعبد الله } لأن الأول إخبار بأنه مأمور بالعبادة والثاني إخبار بأنه يفعل العبادة وقدم اسم الله تعالى للحصر واختصاص العبادة به وحده .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (12)

ولما كان الرئيس إذا سابق إلى شيء شوق النفوس إليه ، وأوجب عليها العكوف عليه قال : { وأمرت } أي ، وقع الأمر لي وانبرم بأوامر عظيمة وراء ما أمرتم به لا تطيقونها { لأن } أي لأجل أن { أكون } في وقتي وفي شرعي { أول } أي أعظم { المسلمين * } أي المنقادين في الرتبة الحائزين قصب السبق بكل اعتبار لأوامر الإله الذي لا فوز إلا بامتثال أوامره أو أسبق الكائنين منهم في زماني ، فجهة هذا الفعل غير جهة الأول ، فلذلك عطف عليه لأنه لإحراز قصب السبق ، والأول لمطلق الإخلاص في العبادة .