تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

41

المفردات :

حديث : كلام .

التفسير :

50- فبأيّ حديث بعده يؤمنون .

أي : إذا لم يؤمنوا بالقرآن الكريم مع وضوح حجته واكتمال فصاحته وبلاغته ، فبأي كلام يؤمنون ؟

وذلك كقوله تعالى : فبأيّ حديث بعد الله وآياته يؤمنون . ( الجاثية : 6 ) .

جاء في تفسير ابن كثير :

روي عن أبي هريرة : إذا قرأ : والمرسلات عرفا . فقرأ : فبأيّ حديث بعده يؤمنون . فلقيل : آمنت بالله وبما أنزل . أخرجه ابن أبي حاتم .

فضل سورة المرسلات .

عن ابن عباس أن أمّ الفضل سمعته يقرأ : والمرسلات عرفا . فقالت : يا بنيّ : ذكرتني بقراءتك هذه السورة ، إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب6 .

وقد أخرجه الشيخان من طريق مالك عن الزهري .

***

وكان الفراغ من تفسير الجزء ( التاسع والعشرين ) من القرآن الكريم عصر يوم الإثنين 29 من المحرم 1422 ه ، الموافق 23/4/2001 م ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

***

تخريج أحاديث وهوامش

تفسير القرآن الكريم

( الجزء التاسع والعشرون )

خرّج أحاديثه

الأستاذ

كمال سعيد فهمي

1 في ظلال القرآن 29/ 231 ، بتصرف .

2 تفسير الطبري 29/142 مطبعة بولاق ، الطبعة الأولى ، 1329 ه .

3 الكفات : ما يكفت ، أي يضم ويجمع .

4 في الشعر العربي :

والمستجير بعمر عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار

والرمضاء هي الرمل الساخن من شدة الحر ، أي من قصد عمرا وهو في كربة فلن يجد ما يخفف عنه ، بل سيجد ما يزيده ألما ، وينقله إلى ما هو أشد ، كمن ينتقل من حرارة الرمال إلى حرارة النار . وكذلك الكفار ينتقلون من حرارة المحشر إلى ظل خانق لا يحمى من الحرّ ولا يقي من النار ، وهو ظل مؤلم لا مريح .

5 تفسير النسفي 4/242 ، 243 .

6 يا بني والله لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة :

رواه البخاري في الآذان ( 763 ) ومسلم في الصلاة ( 462 ) وأبو داود في الصلاة ( 810 ) وأحمد في مسنده ( 26344 ) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : إن أم الفضل سمعته وهو يقرأ : { والمرسلات عرفا } فقالت : يا بني والله لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب .

***

تم بحمد الله تخريج أحاديث وهوامش

الجزء ( التاسع والعشرين )

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

{ فبأي حديث بعده } أي بعد القرآن الناطق بأخبار النشأتين على نمط بديع معجز ، مؤسس على حجج قاطعة . { يؤمنون } إذا لم يؤمنوا به ؛ أي لا يؤمنون بشيء بعده .

والله أعلم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَبِأَيِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَهُۥ يُؤۡمِنُونَ} (50)

ولما أعلم هذا{[71002]} أن لهم الويل دائماً ، ذكر أن سببه عدم الإيمان بالقرآن وأن من لم يؤمن بالقرآن لم يؤمن بشيء أبداً ، فقال مسبباً عن معنى الكلام : { فبأيّ حديث } أي ذكر يتجدد نزوله على المرسل به في كل وقت تدعو إليه حاجة { بعده } أي بعد هذا القرآن الذي هو شاهد لنفسه عنه بصحة النسبة إلى الله تعالى من جهة ما حاز من البلاغة في تراكيبه بالنسبة إلى كل جملة وبالنسبة إلى نظم{[71003]} الجمل بعضها مع بعض ، وبالإخبار بالمغيبات والحمل على المعالي والتنبيه على الحكم وغير ذلك من بحور العلم ورياض الفنون ، فالله باعتبار ذلك هو الشاهد بأنه كلامه { يؤمنون * } أي يجددون{[71004]} الإيمان بسببه{[71005]} بكل ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يؤمنوا بهذا الحديث الذي الله شاهد بأنه كلامه بما اشتمل عليه بعد إعجازه من الدلائل الواضحة ، والمعاني الشريفة الصالحة ، والنظوم الملائمة للطبع والرقائق المرققة لكل قلب ، والبشائر {[71006]}المشوقة لكل سمع{[71007]} ، فمن لم يؤمن به لم يؤمن بحديث غيره ، فإنه لا شيء يقاربه {[71008]}ولا يدانيه{[71009]} ، فكيف بأن-{[71010]} يدعي شيء يباريه أو{[71011]} يراقيه ، ومثل هذا إنما يقال عند مقاربة اليأس من الموعوظ والعادة قاضية بحلول العذاب إذ ذاك وإنزال البأس ، فهو من أعظم{[71012]} أنواع التهديد ، فقد رجع آخرها على أولها في وعيد المكذبين ، وانطبق أولها على آخرها في إخزاء{[71013]} المجرمين - والله الهادي للصواب{[71014]} .


[71002]:من ظ و م، وفي الأصل: بهذا.
[71003]:من ظ و م، وفي الأصل: نظر
[71004]:من م، وفي الأصل و ظ: يجدد.
[71005]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ و م فحذفناها.
[71006]:من ظ و م، وفي الأصل: المتشوقة للسمع.
[71007]:من ظ و م، وفي الأصل: المتشوقة للسمع.
[71008]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[71009]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[71010]:زيد من م.
[71011]:من ظ و م، وفي الأصل "و".
[71012]:من ظ و م، وفي الأصل: عظيم.
[71013]:من ظ و م، وفي الأصل: أجر.
[71014]:سقط من ظ و م.