هي نار شديدة الحرارة ، شديدة الإحراق ، شديدة اللهيب والتعذيب والإيلام لأهلها ، وهذا دليل على قوّتها التي تفوق جميع النيران .
نقول من مختصر تفسير ابن كثير :
روى ابن جرير ، عن الأشعث بن عبد الله الأعمى قال : إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين ، فيقولون : روّحوا أخاكم فإنه كان في غمّ الدنيا : قال : ويسألونه : ما فعل فلان ؟ فيقول : مات ، أو ما جاءكم ؟ فيقولون : ذهب به إلى أمه الهاويةii .
وقوله تعالى : نار حامية . أي : حارة شديدة الحر ، قوية اللهب والسعير . عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ) ، قالوا : يا رسول الله ، إن كانت لكافية ؟ فقال : ( إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا )iii . وفي رواية : ( كلهن مثل حرها ) .
وروى الإمام أحمد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، وضربت بالبحر مرتين ، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد )iv .
وروى الترمذي ، وابن ماجة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة )v .
وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب ، أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، فأشد ما تجدون في الشتاء من بردها ، وأشد ما تجدون في الصيف من حرها )vi .
وفي الصحيحين : ( إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم )vii .
i مختصر تفسير ابن كثير محمد علي الصابوني المجلد الثالث ص670 .
{ نار حامية } أي شديدة الحرارة . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم " قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسول الله . قال : " فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ، كلها مثل حرها " . وروي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : إنما ثقل ميزان من ثقل ميزانه ؛ لأنه وضع فيه الحق ، وحق لميزان يكون فيه الحق أن يكون ثقيلا . وإنما خف ميزان من خف ميزانه ؛ لأنه وضع فيه الباطل ، وحق لميزان يكون فيه الباطل أن يكون خفيفا . وفي الخبر عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الموتى يسألون الرجل يأتيهم عن رجل مات قبله ، فيقول : ذلك مات قبلي ، أما مر بكم ؟ فيقولون : لا والله ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجحون ! ذهب به إلى أمه الهاوية ، فبئست الأم ، وبئست المربية " . وقد ذكرناه بكماله في كتاب " التذكرة " ، والحمد لله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.