تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

11

13- { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } .

الله عز وجل هو خالق الأكوان ، وهو الإله الحق ، لا معبود بحق سواه ، ولا إله إلا الله ، وكل ما خلاه باطل ، فالأصنام والأوثان ، وعزير والمسح والملائكة ، والبقر والشجر ، والشمس والقمر والنجوم ، كلها مخلوقات لله ، مربوبة له ، فهو الإله الواحد ، وكل ما سواه مخلوق مربوب عبد لله .

قال تعالى : { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } . ( الأعراف : 54 ) .

{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } .

التوكل هو الاعتماد على الله والالتجاء إليه ، والثقة بقدرته ، والركون والاعتماد عليه ، بعد الأخذ بالأسباب .

والتوكل غير التواكل ، فالمتوكل هو من يبذر البذرة ، ويعتمد على الله في إنضاج الثمرة .

فالمؤمن مطالب بالأخذ بالأسباب ، وفي نفس الوقت مطالب باليقين الكامل بأن مسبب الأسباب هو الله تعالى ، وبذلك يكون التوكّل على الله طاقة إيجابية تحتاج أمرين رئيسيين في وقت واحد :

الأول : العمل اللازم مع إتقانه والرقي به .

قال تعالى : { إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنّا لا نضيع أجر من أحسن عملا } . ( الكهف : 30 ) .

الثاني : التوكل على الله ، والثقة به ، واليقين بنصره ، والتضرع إليه والاعتماد عليه .

{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } .

وقريب من هذه الآية قوله تعالى في سورة إبراهيم :

{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( 11 ) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } . ( إبراهيم : 11-12 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

ثم يبين الله تعالى تفرُّدَه بالمُلك والخلق والقدرة ، وأن علينا أن نتوكل عليه

{ الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون } .

توكلنا على الله وهو حسبُنا ونعم الوكيل .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

{ الله لا إله إلا هو } أي لا معبود سواه ولا خالق غيره فعليه توكلوا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (13)

ولما كان هذا موجعاً{[65834]} لإشعاره بإعراضهم مع عدم الحيلة في ردهم ، عرف بأن ذلك إنما هو إليه وأنه{[65835]} القادر عليه فقال جواباً لمن كأنه قال : فما الحيلة في أمرهم - مكملاً لقسمي الدين بالاستعانة بعد بيان قسمه الآخر وهو العبادة : { الله } أي المحيط بجميع صفات الكمال { لا إله إلا هو } فهو القادر على الإقبال بهم{[65836]} ولا يقدر على ذلك غيره ، فإليه اللجاء في كل دفع ونفع وهو المستعان في كل شأن فإياه فليرج في هدايتهم المهتدون { وعلى الله } أي الذي له الأمر كله لا على غيره . ولما كان مطلق{[65837]} الإيمان هو التصديق بالله باعتقاد أنه القادر على كل شيء فلا أمر لأحد معه ولا كفوء له فكيف بالرسوخ فيه ، نبه على هذا{[65838]} المقتضي{[65839]} للربط بالفاء والتأكيد بلام الأمر في قوله : { فليتوكل المؤمنون * } أي يوجد التوكيل إيجاداً هو في غاية الظهور والثبات العريقون في هذا الوصف في رد المتولي منهم إن حصل منهم تول وكذا في كل مفقود فالعفة{[65840]} ليست مختصة بالموجود فكما أن قانون العدل في الموجود الطاعة فقانون العدل في المفقود التوكل وكذا فعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، فكان لهم الحظ الأوفر في كل توكل لا سيما حين ارتدت{[65841]} العرب بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحقهم بهذا الوصف الصديق رضي الله تعالى عنه كما يعرف ذلك من ينظر الكتب المصنفة في السير وأخبار الردة لا سيما كتابي المسمى العدة في أخبار الردة .


[65834]:- من ظ وم، وفي الأصل: موجبا.
[65835]:- زيد من ظ وم.
[65836]:- زيد من م.
[65837]:- زيد من ظ.
[65838]:- زيد من ظ وم.
[65839]:- من ظ وم، وفي الأصل: المقتضى-كذا.
[65840]:- من ظ وم، وفي الأصل: فالعفة.
[65841]:- من ظ وم، وفي الأصل: ارتد.