المقربون : الأبرار السابق ذكرهم .
هذا التسنيم أعلى شراب في الجنة ، وهو في عين يشرب منها أهل جنة عدن ، وهم أفاضل أهل الجنة ، يشربون منها صرفا خالصا لا يخالطها شيء ، ويمزج منها كأس أصحاب اليمين فتطيب .
ومما سبق يتبين أن المراد بالأبرار هنا عم أصحاب اليمين ، أما المقربون فإنهم يشربون من التسنيم صرفا خالصا .
وفي سورة الواقعة قسم الله أهل القيامة إلى ثلاثة أقسام :
فما أعظم هذا النعيم ، إنه نعيم يستحق أن نتسابق إليه ، وأن نعمل من أجله ، بعكس المطففين الذين يتسابقون إلى الظلم وأكل أموال الناس بالباطل ، فما أحقر متاع الدنيا ، وما أنضر نعيم الآخرة .
والشرابُ السابق ممزوجٌ من عين في الجنة اسمُها « تَسْنِيم » .
{ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المقربون } الأبرارُ عند الله تعالى . وكل ذلك تكريم لهم وفضلُ ضيافة . ولقد فصّل الله تعالى ما أعدّ للأبرار ووصفَ النعيمَ الذي سيلاقونه في دارِ كرامتِه حضّاً للذين يعملون الصالحاتِ على الاستزادة منها ، وحثّاً للمقصِّرين واستنهاضاً لعزائمهم أن لا يقصّروا في ذلك .
" عينا يشرب بها المقربون " أي يشرب منها أهل جنة عدن ، وهم أفاضل أهل الجنة صرفا ، وهي لغيرهم مزاج . و " عينا " نصب على المدح . وقال الزجاج : نصب على الحال من تسنيم ، وتسنيم معرفة ، ليس يعرف له اشتقاق ، وإن جعلته مصدرا مشتقا من السنام ف " عينا " نصب ؛ لأنه مفعول به . كقوله تعالى : " أو إطعام في يوم ذي مسغبة . يتيما " [ البلد : 14 ] وهذا قول الفراء إنه منصوب بتسنيم . وعند الأخفش ب " يسقون " أي يسقون عينا أو من عين . وعند المبرد بإضمار أعني على المدح .
ولذلك قطعها مادحاً فقال : { عيناً يشرب بها } أي بسببها على طريقة المزج منها { المقربون * } أي الذين وقع تقريبهم من اجتذاب الحق لهم إليه وقصر هممهم عليه ، كل شراب يريدونه ، وأما الأبرار فلا يشربون بها{[72264]} إلا الرحيق ، وأما غيرهم فلا يصل{[72265]} إليها أصلاً ، وقال بعضهم : إن المقربين{[72266]} يشربون من هذه العين صرفاً ، والأبرار يمزج لهم منها {[72267]}والفرق ظاهر - هنياً لهم{[72268]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.