تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا} (12)

المفردات :

وراء ظهره : بشماله من وراء ظهره ، وهو الكافر .

يدعو ثبورا : ينادي ويقول : يا ثبوراه ، والثبور : الهلاك .

يصلى سعيرا : يدخلها ويقاسي حرّها .

التفسير :

10 ، 11 ، 12- وأما من أوتي كتابه وراء ظهره* فسوف يدعوا ثبورا* ويصلى سعيرا .

أما الكافر المكذب وهو من أخذ كتابه بشماله من وراء ظهره ، حيث تغلّ يمينه إلى عنقه ، وهو موقف الهالكين .

فسوف يدعوا ثبورا .

والثبور : الهلاك ، فيقول : يا ثبوراه ، أي : يا هلاك أقبل ، ويا موت احضر ، لتنقذني مما أنا فيه ، لذلك قيل : أصعب من الموت تمنّي الموت .

فليسوا ميتين فيستريحوا *** وكلهم بحرّ النار صال

قال تعالى : ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون . ( الزخرف : 77 ) .

فهذا الشقي الذي أطاع هواه ، وآثر الشهوات ، وسار وراء الملذات ، ولم يستمع لداعي العقل ، ولم يقدم شيئا لآخرته ، حين يرى موقف الحساب والجزاء ، وأعماله القبيحة قد أحصيت ، يتمنى الموت والفرار من مواقف العذاب ، ولن يجاب إلى طلبه .

قال أبو الطيب المتنبي :

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا

وإنما هو الشقاء الذي ليس بعده شقاء ، والتعاسة التي ليست بعدها تعاسة .

ويصلى سعيرا .

ويدخل جهنم يصطلى بنارها ، ويقاسى حرّها وسعيرها ، ويتعذب بعذابها أبد الآبدين ، ودهر الداهرين ، وما كان أيسر عليه ألا يطيع هواه ، وأن يؤمن بالله ، ولا يشرك به أحدا .

وفي ذلك يقول الله تعالى : وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه* ولم أدر ما حسابيه* يا ليتها كانت القاضية* ما أغنى عنّي ماليه* هلك عني سلطانيه* خذوه فغلّوه* ثم الجحيم صلّوه . ( الحاقة : 25-31 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا} (12)

{ ويصلى سعيرا } يدخلها . أو يقاسى حرها .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا} (12)

يصلَى سعيرا : يدخل جهنم .

ويكون مصيره النار وبئس القرار ويقول :

{ يا ليتني لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يا ليتها كَانَتِ القاضية مَآ أغنى عَنِّي مَالِيَهْ هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } [ الحاقة : 25-29 ] .

قراءات :

قرأ نافع وابن عامر وابن كثير و الكسائي : يُصلى بضم الياء وفتح الصاد واللام المشددة ، والباقون : يصلى بفتح الياء وإسكان الصاد وفتح اللام من غير تشديد .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا} (12)

" ويصلى سعيرا " أي ويدخل النار حتى يصلى بحرها . وقرأ الحرميان وابن عامر والكسائي " ويصلى " بضم الياء وفتح الصاد ، وتشديد اللام ، كقوله تعالى : " ثم الجحيم صلوه " [ الحاقة : 31 ] وقوله : " وتصلية جحيم " [ الواقعة : 94 ] . الباقون " ويصلى " بفتح الياء مخففا ، فعل لازم غير متعد ؛ لقوله : " إلا من هو صال الجحيم " [ الصافات : 163 ] وقوله : " يصلى النار الكبرى " [ الأعلى : 12 ] وقوله " ثم إنهم لصالوا الجحيم " [ المطففين : 16 ] . وقراءة ثالثة رواها أبان عن عاصم وخارجة عن نافع وإسماعيل المكي عن ابن كثير " ويصلي " بضم الياء وإسكان الصاد وفتح اللام مخففا ، كما قرئ " وسيصلون " بضم الياء ، وكذلك في " الغاشية " قد قرئ أيضا : " تصلي نارا " وهما لغتان صلى وأصلى ، كقوله : " نزل . وأنزل " .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا} (12)

ولما كان ذلك لا يكون إلا لبلاء كبير ، أتبعه ما يمكن أن يكون علة له فقال : { ويصلى سعيراً * } أي ويغمس في النار التي هي في غاية الاتقاد ويقاسي حرها وهي عاطفة عليه ومحطية به لأنه كان تابعاً لشهواته التي هي محفوفة بها فأوصلته إليها وأحاطت به .