{ ويصلى سعيرا } يدخل نارا مسعرة متقدة يخالط لهبها صلاه وجلده .
{ وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ( 10 ) فسوف يدعو ثبورا ( 11 ) ويصلى سعيرا ( 12 ) إنه كان في أهله مسرورا ( 13 ) إنه ظن أن لن يحور ( 14 ) بلى إن ربه كان به بصيرا ( 15 ) }
ولكن من أحاطت به خطاياه ، وامتلأت صحائفه بالشر والكفر بالله ، فإن كتابه الذي طويت فيه صحف أعماله يعلق بشماله من وراء ظهره ، فتعظم حيرته ، وتشتد حسرته ، ويعمى بصره كما عميت بصيرته ، كما أنبأ العليم الخبير جل علاه : { ونحشره يوم القيامة أعمى . قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا . قال كذلك أتتك آياتنا فنستها وكذلك اليوم تنسى . وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه . . . }{[9896]} ؛ فإذا كان ذلك علته الغبرة ؛ وتمنى لو أن مولاه ما أنشره : { وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيهْ . ولم أدر ما حسابيهْ . يا ليتها كانت القاضية }{[9897]} ويعض على يديه ندما ، ولكن لات حين مناص ، ويصيح : يا ويلاه يا هلاكها ، فينادى ومن على شاكلته : { لا تدعو اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا }{[9898]} وتلومهم الملائكة : الخزنة ، ويذكرونهم بان ربنا ما ظلمهم ، ولكن جزاهم ببغيهم وبطرهم وكفرهم : { . . وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين }{[9899]} { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون }{[9900]} { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون }{[9901]} { . . أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال }{[9902]} { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون }{[9903]} ؛ تعالى الله عما يقول المفترون الخاسرون ! ويا حسرة على الذي جمع مالا وعدده { يحسب أن ماله أخلده }{[9904]} واللعنة على الذين أطغتهم القوة والسيطرة : { وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين }{[9905]} فكيف بهم إذا انقطعوا يوم الدين فما لهم من شافعين ، { ولا صديق حميم }{[9906]} عندها يبدو لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ، لا يغني عنهم جمعهم ولا ما كانوا به يستكبرون ، فيشهد الواحد منهم على نفسه بالخبال والضلال ، ويقر بمثل ما حكاه كتاب ربنا ذي الجلال : { ما أغنى عني ماليه ، هلك عني سلطانية }{[9907]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.