{ فلا تطع المكذبين 8 ودّوا لو تدهن فيدهنون 9 ولا تطع كل حلاّف مهين 10 همّاز مشّاء بنميم 11 منّاع للخير معتد أثيم 12 عتلّ بعد ذلك زنيم 13 أن كان ذا مال وبنين 14 إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين 15 سنسمه على الخرطوم 16 }
أي : كما أنعمنا عليك بالرسالة والوحي والقرب ، وأعطيناك الشرع المستقيم ، فلا تطع المكذبين . وذلك أن رؤساء مكة دعوه إلى دين آبائه ، فنهاه الله أن يطيعهم .
{ 8 - 16 } { فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ * وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ * وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ }
يقول الله تعالى ، لنبيه صلى الله عليه وسلم : { فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ } الذين كذبوك وعاندوا الحق ، فإنهم ليسوا أهلًا لأن يطاعوا ، لأنهم لا يأمرون إلا بما يوافق أهواءهم ، وهم لا يريدون إلا الباطل ، فالمطيع لهم مقدم على ما يضره ، وهذا عام في كل مكذب ، وفي كل طاعة ناشئة عن التكذيب ، وإن كان السياق في شيء خاص ، وهو أن المشركين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يسكت عن عيب آلهتهم ودينهم ، ويسكتوا عنه ، ولهذا قال : { وَدُّوا }
نهاه عن ممايلة{[15231]} المشركين ، وكانوا يدعونه إلى أن يكف عنهم ليكفوا عنه ، فبين الله تعالى أن ممايلتهم كفر . وقال تعالى : " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا{[15232]} " [ الإسراء : 74 ] . وقيل : أي فلا تطع المكذبين فيما دعوك إليه من دينهم الخبيث . نزلت في مشركي قريش حين دعوه إلى دين آبائه .
ولما كان من طبع البشر أن الحليم منهم الرزين إذا اشتد عليه{[67415]} الأذى ممن لم تجر{[67416]} العادة بأن مثله يطيق مثلهم قاربهم ولا يتهم فيما الخلاف بسببه بعض المقاربة ، وكان سبب تلك المقاربة إنما هو عدم علمه بالعواقب ، سبب{[67417]} سبحانه ما مضى من إعلامه بحقائق الأمور وكشفه لمستورها{[67418]} قوله إلهاباً وتهييجاً على الثبات على معاصاتهم ، إعلاماً للضال بأماراته ليعلم المهتدي ، لأن الأمور تعلم بأضدادها . وهو خطاب له صلى الله عليه وسلم ، والمراد أمته ، ليكون ذلك أبلغ في سماعهم{[67419]} : { فلا تطع } أي أيها المأمور بإنقاذهم{[67420]} من غوائل أهوائهم{[67421]} وأشراك أهلاكهم{[67422]} { المكذبين * } أي العريقين في التكذيب . قال الملوي : ولا يخفى أن كل كفر ظهر وكل ضلالة ظهرت ، وكل بدعة وكل{[67423]} شر ، إنما كان سببه إفساد القوة العلمية والنطقية ، وهو يكون بالتكذيب{[67424]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.