إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَلَا تُطِعِ ٱلۡمُكَذِّبِينَ} (8)

والفاءُ في قولِهِ تعالَى : { فَلاَ تُطِعِ المكذبين } لترتيبِ النَّهيِ على ما ينبئُ عنهُ ما قبلَهُ من اهتدائِهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وضلالِهِم ، أو على جميعِ ما فُصِّلَ من أوَّلِ السورةِ ، وهذا تهييجٌ وإلهابٌ للتصميمِ على معاصاتِهِم ، أيْ دُمْ على ما أنتَ عليهِ من عدمِ طاعتِهِم وتصلَّبْ في ذَلك ، أو نهيٌ عن مداهنَتِهِم ومداراتِهِم بإظهارِ خلافِ ما في ضميرِهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ، استجلاباً لقلوبِهِم لا عن طاعتِهِم حقيقةً ، كما ينبئُ عنْهُ قولُه تعالَى : { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ } .