نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَلَا تُطِعِ ٱلۡمُكَذِّبِينَ} (8)

ولما كان من طبع البشر أن الحليم منهم الرزين إذا اشتد عليه{[67415]} الأذى ممن لم تجر{[67416]} العادة بأن مثله يطيق مثلهم قاربهم ولا يتهم فيما الخلاف بسببه بعض المقاربة ، وكان سبب تلك المقاربة إنما هو عدم علمه بالعواقب ، سبب{[67417]} سبحانه ما مضى من إعلامه بحقائق الأمور وكشفه لمستورها{[67418]} قوله إلهاباً وتهييجاً على الثبات على معاصاتهم ، إعلاماً للضال بأماراته ليعلم المهتدي ، لأن الأمور تعلم بأضدادها . وهو خطاب له صلى الله عليه وسلم ، والمراد أمته ، ليكون ذلك أبلغ في سماعهم{[67419]} : { فلا تطع } أي أيها المأمور بإنقاذهم{[67420]} من غوائل أهوائهم{[67421]} وأشراك أهلاكهم{[67422]} { المكذبين * } أي العريقين في التكذيب . قال الملوي : ولا يخفى أن كل كفر ظهر وكل ضلالة ظهرت ، وكل بدعة وكل{[67423]} شر ، إنما كان سببه إفساد القوة العلمية والنطقية ، وهو يكون بالتكذيب{[67424]}


[67415]:- زيد من ظ وم.
[67416]:- من م، وفي الأصل وظ: لا يجري.
[67417]:-زيد في الأصل: عنه، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67418]:- زيد في الأصل: هو، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67419]:- من ظ وم، وفي الأصل: أسماعهم.
[67420]:- من ظ وم، وفي الأصل: بإبعادهم.
[67421]:- من ظ وم، وفي الأصل: إبهامهم.
[67422]:- في ظ وم،: هلاكهم.
[67423]:- زيد من ظ وم.
[67424]:- من ظ وم، وفي الأصل: بالتهذيب.