تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ} (10)

المفردات :

الذي ينهى : إشارة إلى أبي جهل .

عبدا إذا صلى : يريد النبي صلى الله عليه وسلم .

أرأيت : استخبارية بمعنى أخبرني .

التفسير :

9 ، 10 ، 11 ، 12- أرأيت الذي ينهى* عبدا إذا صلى* أرأيت إن كان على الهدى* أو أمر بالتقوى .

هذه الآيات تعجيب من حال طاغية باغ ، يتطاول على إنسان مؤمن ، مستقيم عابد مصل ، ثم يتوجه القرآن بهذا التساؤل فيقول : أرأيت إن كان على الهدى* أو أمر بالتقوى . أي : أرأيت يا كل من يتأتّى منه الرؤية إن كان هذا المصلي المطيع لله المتفرغ لعبادته ، على هداية من ربه ، قد أهلمه الله الهدى ، أو كان هذا المصلي آمرا بالتقوى والإيمان والطاعة لله وعبادته ، كيف يزجر وينهى عن الخير ؟ !

وقد ورد في سبب النزول أن الآيات نزلت في أبي جهل ، كان ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند الكعبة ، ويتوعده .

قال ابن عطية في تفسيره :

ولا خلاف بين المفسرين في أن المصلّي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والنّاهي هو أبو جهل ، حيث قال : لئن رأيت محمدا بصلي لأطأن عنقه ، والإتيان بلفظ ( العبد ) منكّرا لتفخيمه صلى الله عليه وسلم ، واستعظام النهي ، وتأكيد التعجيب منه .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ} (10)

{ أرأيت الذي ينهى . . . } نهى أبو الجهل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المسجد الحرام ؛ فلما رآه يصلي فيه قال : ألم أنهك عن هذا ؟ ! ألم أنهك عن هذا ؟ ! فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم . فقال أبو جهل : أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي ناديا ! أي أخبرني يا من يصلح للخطاب : هذا الطاغي الذي ينهى عبد الله عن الصلاة لربه ؟ ألم يعلم بأن الله يراه ويطلع عليه فيجازيه على هذا الفعل المنكر ! ؟ ورأى تتعدى لمفعولين أولهما " الذي " ، وثانيهما محذوف دل عليه قوله تعالى : " ألم يعلم بأن الله يرى " .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ} (10)

{ عبدا إذا صلى } وذلك أنه قال : لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على رقبته . ومعنى أرأيت ها هنا تعجب ، وكذلك قوله { أرأيت إن كان على الهدى } { أو أمر بالتقوى }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ} (10)

ولما كان أفحش ما يكون صد العبد عن خدمة سيده ، قال معبراً بالعبودية منكراً للمبالغة في تقبيح النهي والدلالة على كمال العبودية : { عبداً } أي من العبيد { إذا صلّى * } أي خدم سيده الذي لا يقدر أحد أن ينكر سيادته بإيقاع الصلاة التي هي وصلته به ، وهي أعظم أنواع العبادة ؛ لأنها مع كونها أقرب وصلة إلى الحق انقطاع وتجرد بالكلية عن الخلق ، فكان نهيه له عن ذلك نهياً عن أداء الحق لأهله حسداً أو بغياً ، فكان دالاًّ على أن من طبع أهل كل زمان عداوة أهل الفضل ، وصدهم عن الخير ؛ لئلا يختصوا بالكمال .