تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

القسم ومشاهد القيامة

بسم الله الرحمان الرحيم

{ والمرسلات عرفا 1 فالعاصفات عصفا 2 والنّاشرات نشرا 3 فالفارقات فرقا 4 فالملقيات ذكرا 5 عذرا أو نذرا 6 إنما ما توعدون لواقع 7 فإذا النجوم طمست 8 وإإذا السماء فرجت 9 وإذا الجبال نسفت 10 وإذا الرسل أقّتت 11 لأيّ يوم أجّلت 12 ليوم الفصل 13 وما أرداك ما يوم الفصل 14 ويل يومئذ للمكذبين 15 }

المفردات :

المرسلات : الملائكة الذين أرسلهم الله لإيصال النعمة إلى قوم ، والنقمة إلى آخرين ، وقيل : الريح .

عرفا : متتابعة بعضها في إثر بعض كعرف الديك ، وقيل : عرفا للمعروف والإحسان .

فالعاصفات : الريح الشديدة ، أو المبعدات للباطل .

الناشرات نشرا : الملائكة الناشرات لأجنحتها ، عند نزولها إلى الأرض .

1

التفسير :

1 ، 2 ، 3- والمرسلات عرفا* فالعاصفات عصفا* والنّاشرات نشرا .

تعدّدت الآراء في المراد بالقسم في صدر سورة المرسلات ، وأهم الآراء أربعة :

الأول : الرياح .

الثاني : الملائكة .

الثالث : طوائف الأنبياء الذين أرسلوا بالوحي المحقق لكل خير .

الرابع : أقسم في الآيات الثلاث الأولى الرياح ، وفي الآيات التالية بالملائكة .

والمعنى على أن المقصود بالآيات الثلاث الأولى الرياح كالآتي :

أقسم بالرياح المرسلة متتابعة كعرف الفرس ، إذا ذهبت شيئا فشيئا ، وبالرياح التي ترسل عاصفة لما أمرت به من نعمة ونقمة .

قال تعالى : ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها . . . ( الأنبياء : 81 ) .

كما ترسل الريح للعذاب ، قال تعالى : فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا . . . ( فصلت : 16 ) .

والنّاشرات نشرا .

وأقسم بالرياح التي تنشر السحاب ، وتفرّقه في آفاق السماء ، كما يشاء الرب عز وجل .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

العاصفات : الرياح الشديدة ، عصفت الريح عصفا وعصوفا اشتد هبوبها .

ومنهم الذين يعصِفون ما سوى الحق ويُبعدونه كما تُبعِد العواصف التراب وغيره .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

شرح الكلمات :

{ فالعاصفات عصفا } : فالرياح الشديدة الهبوب المضرة لشدتها .

المعنى :

والعاصفات منها وهي الشديدة الهبوب التي قد تعصف بالأشجار وتقتلعها وبالمباني وتهدمها .

/ذ15

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فالعاصفات عصفا} وهي الرياح.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فالرياح العاصفات عصفا، يعني الشديدات الهبوب السريعات الممرّ.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

هي الرياح الشديدة التي تكسر الأشياء، وتقصمها، وهي التي ترسل للإهلاك كقوله تعالى: {فيرسل عليكم قاصفا من الريح} [الإسراء: 69

وإن صرف الكل إلى الملائكة فيحتمل أيضا؛ فقوله عز وجل: {والمرسلات عرفا} أي الملائكة الذين أرسلوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقوله عز وجل: {فالعاصفات عصفا} أي الملائكة الذين يعصفون أرواح الكفار، أي يأخذونها على شدة وغضب.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{فالعاصِفاتِ عَصْفاً}:... الآيات المهلكة كالزلازل والخسوف.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان العصوف للعواصف يتعقب الهبوب، عطف بالفاء تعقيباً وتسبيباً، فقال: {فالعاصفات} أي الشديدات من الرياح عقب هبوبها، ومن الملائكة عقب شقها للهواء بما لها من كبر الأجسام والقوة على الإسراع التام.

{عصفاً} أي عظيماً بما لها من النتائج الصالحة.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{فالعاصفات} تفريع على {المرسلات}، أي ترسل فتعصف، والعصف يطلق على قوة هبوب الريح؛ فإن أريد بالمرسلات وصف الرياح فالعصف حقيقة، وإن أريد بالمرسلات وصفُ الملائكة فالعصف تشبيه لنزولهم في السرعة بشدة الريح وذلك في المبادرة في سرعة الوصول بتنفيذ ما أمروا به.

{عَصْفاً} مؤكد للوصف تأكيداً لتحقيق الوصف، إذ لا داعي لإِرادة رفع احتمال المجاز.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

{ فالعاصفات عصفا } أي الرياح الشديدة الهبوب

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا} (2)

ولما كان العصوف{[70827]} للعواصف يتعقب الهبوب ، عطف بالفاء تعقيباً وتسبيباً فقال : { فالعاصفات } أي الشديدات من الرياح عقب هبوبها ومن الملائكة عقب شقها للهواء بما لها من كبر الأجسام والقوة على الإسراع التام { عصفاً * } أي عظيماً بما لها من النتائج الصالحة .


[70827]:من م، وفي الأصل و ظ: المعصوف.