41- { أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } .
هم عبيد مربوبون ، لا يعلمون عن أمر الغيب شيئا ، والله وحده هو علاّم الغيوب ، وهنا يتساءل :
{ أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } .
أعندهم علم الغيب فهم منهمكون في كتابته ، والجواب معلوم ، وهو : لا يعلم الغيب إلا الله ، ولا ينزل الوحي إلاّ الله ، ولا يكتب القرآن إلا كتبة الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كنتم لا تعلمون الغيب ، ولا تكتبونه في اللوح المحفوظ ، فآمنوا بأن الذي يملك الغيب والقدر واللوح المحفوظ هو الله القادر ، المختص وحد بعلم الغيب وكتابته .
قال تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } . ( الزمر : 46 )
قوله تعالى : " أم عندهم الغيب فهم يكتبون " أي يكتبون للناس ما أرادوه من علم الغيوب . وقيل : أي أم عندهم علم ما غاب عن الناس حتى علموا أن ما أخبرهم به الرسول من أمر القيامة والجنة والنار والبعث باطل . وقال قتادة : لما قالوا نتربص به ريب المنون قال الله تعالى : " أم عندهم الغيب " حتى علموا متى يموت محمدا أو إلى ما يؤول إليه أمره . وقال ابن عباس : أم عندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون ما فيه ويخبرون الناس بما فيه . وقال القتبي : يكتبون يحكمون والكتاب الحكم ؛ ومنه قوله تعالى : " كتب ربكم على نفسه الرحمة{[14319]} " [ الأنعام : 54 ] أي حكم ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( والذي نفسي بيده لأحكمن بينكم بكتاب الله ) أي بحكم الله .
ولما كان من يدعي الانفراد بشيء يحسد من يدعي مشاركته فيه قال : { أم عندهم } أي خاصة بهم { الغيب } أي علمه { فهم يكتبون * } أي يجددون للناس كتابة{[61619]} جميع ما غابة عنهم مما ينفعهم ويضرهم حتى يحسدونك{[61620]} فيما شاركتهم به منه ، فيردوه لذلك ، وينسبوك إلى ما نسبوك إليه مما يعلم كل أحد ترافعك عنه وبعدك منه
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.