فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ عِندَهُمُ ٱلۡغَيۡبُ فَهُمۡ يَكۡتُبُونَ} (41)

{ أم عندهم الغير ؟ } أي بل أيدعون أن عندهم الغيب وهو ما في اللوح المحفوظ ، المثبت فيه المغيبات ، فالغيب بمعنى الغائب ، والألف واللام في الغيب بمعنى النوع لا للعهد : ولا لتعريف الجنس ، فالمراد نوع الغيب ، وهذا زعم فرضي إذا لم يقع منعهم بالفعل ، لكنهم على حالة من المكابرة والمعارضة بحيث ينسب إليهم هذا الزعم ، قال قتادة : هذا جواب لقولهم : { نتربص به ريب المنون } يقول الله : { أم عندهم الغيب } حتى علموا أن محمدا صلى الله عليه وسلم يموت قبلهم { فهم يكتبون } ذلك بعدما وقفوا عليه ، وقيل : هو رد لقولهم ، إنا لا نبعث ، ولو بعثنا لم نعذب ، قال ابن قتيبة : معنى يكتبون يحكمون بما يقولون .