نيسرك لليسرى : نوفقك للطريقة اليسرى في كل أمر .
نسهل عليك أفعلا الخير ، ونشرع لك شرعا سهلا سمحا ، لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر .
قال تعالى : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر . . . ( البقرة : 185 ) .
وقال سبحانه وتعالى : ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج . . . ( المائدة : 6 ) .
وقد كان صلى الله عليه وسلم نموذجا للتيسير ، قال صلى الله عليه وسلم : ( يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا )xviii .
ونلمح أن في الآيات تلطفا وتكريما وإيناسا للرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث بشّره ببشارتين :
الأولى : أن يكون حافظا للقرآن الكريم فلا ينساه .
الثانية : توفيقه صلى الله عليه وسلم إلى الشريعة اليسرى ، وإلى الأخلاق الكريمة ، وإلى الأخذ بما هو أرفق وأيسر في كل أحواله .
نيسّرك لليسرى : نوفقك إلى طريق الخير .
ثم يزيد البشارة فيقول : { وَنُيَسِّرُكَ لليسرى } ونوفّقك للطريقة السهلة . فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب اليُسر في كل الأمور .
روت عائشة رضي الله عنها أنه ما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما . رواه البخاري ومسلم . وكلُّ سيرته مبنيّة على اليسر ، وأحاديثه تحضُّ على اليسر والسماحة والرِفق في تناول الأمور .
لقد منّ الله عليه بهذه البشرى : أَقرأه فلا ينسى إلا ما شاءَ الله ، ويسّره لليسرى حتى ينهضَ بالأمانة الكبرى . فلهذا أُعِد ولهذا يُسّر .
" ونيسرك " : معطوف على " سنقرئك " وقوله : " إنه يعلم الجهر وما يخفى " اعتراض . ومعنى " لليسرى " أي للطريقة اليسرى ، وهي عمل الخير . قال ابن عباس : نيسرك لأن تعمل خيرا . ابن مسعود : " لليسرى " أي للجنة . وقيل : نوفقك للشريعة اليسرى ، وهي الحنيفية السمحة السهلة . قال معناه الضحاك . وقيل : أي نهون عليك الوحي حتى تحفظه وتعمل به .
ولما ذكر الإلهيات والنبوة وأشير إلى النسخ ، أشار إلى أن الدين المشروع له هو الحنيفية السمحة ، وأنه سبحانه وتعالى لا يقيمه في شيء بنسخ أو غيره إلا كان هو الأيسر له-{[72876]} والأرفق ، لأن الرفق والعنف يتغيران بحسب الزمان ، فقال مبيناً للقوة العملية أثر بيانه للعلمية{[72877]} : { ونيسرك } أي نجعلك أنت مهيأ مسهلاً مليناً-{[72878]} موفقاً { لليسرى * } أي في حفظ الوحي وتدبره{[72879]} وغير ذلك من الطرائق{[72880]} والحالات كلها التي هي لينة سهلة خفيفة{[72881]} - كما أشار إليه قوله : " كل ميسر لما خلق له " ولهذا لم يقل : ونيسر لك ، لأنه هو مطبوع على حبها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.