54-{ إن هذا لرزقنا ما له من نفاد } .
إن هذا الرزق والنعيم والجزاء الحسن في الجنة ، هذا النعيم دائم لا ينقطع ، موفور لا ينقص ، وفي معنى هذه الآية :
قال تعالى : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون } . [ التين : 6 ] أي : غير منقوص .
وقال سبحانه : { ما عندكم ينفذ وما عند الله باق . . . } [ النحل : 96 ] .
وقال تعالى : { عطاء غير مجذوذ } . [ هود : 108 ] أي : غير مقطوع .
وقال تعالى : { أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار } . [ الرعد : 35 ] .
ونلاحظ أن القرآن الكريم عندما تحدث عن النار قال : { أحاط بهم سرادقها . . . } [ الكهف : 29 ] .
أي أن سور النار مغلق على أهلها ، وقال عن الجنة : { مفتحة لهم الأبواب } . [ ص : 50 ] .
ولما كان هذا يصدق بأن يوجد ثم ينقطع كما هو المعهود من حال الدنيا ، أخبر أنه على غير هذا المنوال فقال : { إن هذا } أي المشار إليه إشارة الحاضر الذي لا يغيب { لرزقنا } أي للرزق الذي يستحق الإضافة إلينا في مظهر العظمة ، فلذلك كانت النتيجة : { ما له من نفاد * } أي فناء وانقطاع ، بل هو كالماء المتواصل في نبعه ، كلما أخذ منه شيء أخلف في الحال بحيث إنه لا يميز المأخوذ من الموجود بوجه من الوجوه ، فيكون في ذلك تلذيذ وتنعيم لأهل الجنة بكثرة ما عنده ، وبمشاهدة ما كانوا يعتقدونه ويثبتونه لله تعالى من القدرة على الإعادة في كل وقت ، جزاء وفاقاً عكس ما يأتي لأهل النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.