تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (43)

35

43- { أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } .

44- والاستفهام في هذه الجمل كلها للتوبيخ والتقريع والإنكار .

45- والمعنى :

هل لهؤلاء الكفار إله غير الله خلقهم وسوّاهم ، وأحياهم ويميتهم ، فهم لذلك يعبدونه ، ويشركون عبادته مع عبادة الله ؟ تنزه الله عن أن يكون له شريك أو مثيل أو ند أو نظير .

قال تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . ( الشورى : 11 ) .

هو وحده الذي يملك خلق السماء ، وخلق الأرض ، وخلق الإنسان متدرجا في مراحل حياته ، من نطفة إلى علقة إلى مضغة ، إلى أن تنفخ فيه الروح ، ويخرج للحياة وليدا ، فيجعل له للنظر عينين ، وللسمع أذنين ، وللبطش يدين ، وللمشي رجلين ، ثم يمرّ هذا الوليد بمراحل الطفولة ثم الشباب ثم الشيخوخة ، ثم الموت ، ثم البعث والحشر والحساب ، والثواب أو العقاب ، فالله وحده هو الذي يخلقهم ثم يرزقهم .

قال تعالى : { قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } . ( الجاثية : 26 )

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (43)

{ أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ } أي : ألهم إله يدعى ويرجى نفعه ، ويخاف من ضره ، غير الله تعالى ؟ { سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } فليس له شريك في الملك ، ولا شريك في الوحدانية والعبادة ، وهذا هو المقصود من الكلام الذي سيق لأجله ، وهو بطلان عبادة ما سوى الله وبيان فسادها بتلك الأدلة القاطعة ، وأن ما عليه المشركون هو الباطل ، وأن الذي ينبغي أن يعبد ويصلى له ويسجد ويخلص له دعاء العبادة ودعاء المسألة ، هو الله المألوه المعبود ، كامل الأسماء والصفات ، كثير النعوت الحسنة ، والأفعال الجميلة ، ذو الجلال والإكرام ، والعز الذي لا يرام ، الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الكبير الحميد المجيد .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (43)

{ أم لهم إله غير الله } المعنى : هل لهم إله غير الله يعصمهم من عذاب الله ويمنعهم منه وحصر الله في هذه الآية جميع المعاني التي توجب التكبر والبعد من الدخول في الإسلام ونفاها عنهم ليبين أن تكبرهم من غير موجب وكفرهم من غير حجة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (43)

قوله : { أم لهم إله غير الله } يعني ألهم معبود سوى الله يستحق العبادة فيخلق ويرزق ويبسط ويمنع .

قوله : { سبحان الله عما يشركون } ينزه الله نفسه عن الشركاء ، فهو الخالق القادر المعبود لا شريك له{[4364]} .


[4364]:تفسير الطبري جـ 27 ص 20، 21 وتفسير القرطبي جـ 17 ص 74-76.