فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ لَهُمۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (43)

{ أم لهم إله غير الله } أي بل أيدعون أن لهم إلها غير الله يحفظهم ويرزقهم وينصرهم ، وهذا استفهام إنكاري ، على معنى نفي الحصول من أصله أي ليس لهم في الواقع إله غير الله ، وعلى معنى نفي الانبغاء واللياقة بالنظر لاعتقادهم أن هناك آلهة غيره ، ثم نزه سبحانه نفسه عن هذه المقالة الشنعاء فقال : { سبحان الله عما يشركون } ما يحتمل وجهين : أحدهما : أن تكون مصدرية معناه سبحانه عن إشراكهم ، ثانيهما خبرية معناه عن الذين يشركون وعلى هذا فيحتمل أن يكون التنزيه عن الولد لأنهم كانوا يقولون : البنات لله فقال سبحان الله عن البنات والبنين ، وأن يكون عن مثل الآلهة لأنهم كانوا يقولون : هو مثل ما يعبدونه ، فقال : سبحان الله عن مثل ما يعبدونه ،