تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

52

المفردات :

وذكّر : دُمْ على التذكير والموعظة .

التفسير :

55- { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } .

ودُمْ على العظة والنُّصح والدعوة إلى الهداية والرشاد ، فإن التذكرة تنفع من كانت في قلبه رغبة في الإيمان ، وهداية من الرحمن .

أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي ، وجماعة ، من طريق مجاهد ، عن علي رضي الله عنه قال : لما نزلت : فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ . لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة ، إذْ أُمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولَّى عنّا ، فنزلت : وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ . فطابت أنفسنا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } والتذكير نوعان : تذكير بما لم يعرف تفصيله ، مما عرف مجمله بالفطر والعقول{[864]}  فإن الله فطر العقول على محبة الخير وإيثاره ، وكراهة الشر والزهد فيه ، وشرعه موافق لذلك ، فكل أمر ونهي من الشرع ، فإنه من التذكير ، وتمام التذكير ، أن يذكر ما في المأمور به ، من الخير والحسن والمصالح ، وما في المنهي عنه ، من المضار .

والنوع الثاني من التذكير : تذكير بما هو{[865]}  معلوم للمؤمنين ، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول ، فيذكرون بذلك ، ويكرر عليهم ليرسخ في أذهانهم ، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه ، من ذلك ، وليحدث لهم نشاطًا وهمة ، توجب لهم الانتفاع والارتفاع .

وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين ، لأن ما معهم من الإيمان والخشية والإنابة ، واتباع رضوان الله ، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى ، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال تعالى : { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى }

وأما من ليس له معه إيمان ولا استعداد لقبول التذكير ، فهذا لا ينفع تذكيره ، بمنزلة الأرض السبخة ، التي لا يفيدها المطر شيئًا ، وهؤلاء الصنف ، لو جاءتهم كل آية ، لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم .


[864]:- كذا في ب، وفي أ: مما عرف بالفطر والعقول مجمله.
[865]:- كذا في ب، وفي أ: ما.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

{ وذكر } ذكرهم بأيام الله { فإن الذكرى تنفع المؤمنين }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

" وذكر " أي بالعظة فإن العظة " تنفع المؤمنين " . قتادة : " وذكر " بالقرآن " فإن الذكرى " به " تنفع المؤمنين " . وقيل : ذكرهم بالعقوبة وأيام الله . وخص المؤمنين ؛ لأنهم المنتفعون بها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

ولذلك قال : { وذكر } أي بالرفق واللين ، ولما أصروا على التكذيب والإعراض حتى أيس منهم ، أكد ما سببه عن{[61456]} التذكير بقوله : { فإن الذكرى } أي التذكر بالنذارة البليغة { تنفع المؤمنين * } أي الذين قدر الله أن يكونوا{[61457]} عريقين {[61458]}في وصف{[61459]} الإيمان ولا بد من إكثار التذكير ليغلب ما عندهم من نوازع الحظوظ وصوارف الشهوات ، مع ما هم مجبولون عليه من النسيان .


[61456]:من مد، وفي الأصل: على.
[61457]:في مد: يصيروا.
[61458]:من مد، وفي الأصل: بوصف.
[61459]:من مد، وفي الأصل: بوصف.