تمور : تضطرب ، أو تدور كالرّحى .
9-10 : { يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا } .
عند نهاية الحياة يختل نظام الكون ، ويفقد تماسكه ، فتنشق السماء ، وتضطرب اضطرابا شديدا . وتدور كالرحى ، ويموج بعضها في بعض .
وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا .
تسير الجبال من أماكنها كسير السحاب ، وتُفتت كالرمل ، ثم تصير كالعهن ( الصوف المندوف ) ، ثم تطيرها الرياح فتكون هباء منثورا .
قال تعالى : { وسًُيّرت الجبال فكانت سرابا } ( النبأ : 20 )
وقال عز شأنه : { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } . ( النمل : 88 )
قوله تعالى : " يوم تمور السماء مورا " العامل في يوم قوله : " واقع " أي يقع العذاب بهم يوم القيامة وهو اليوم الذي تمور فيه السماء . قال أهل اللغة : مار الشيء يمور مورا ، أي تحرك وجاء وذهب كما تتكفأ النخلة العيدانة ، أي الطويلة ، والتمور مثله . وقال الضحاك : يموج بعضها في بعض . مجاهد : تدور دورا . أبو عبيدة والأخفش : تكفأ ، وأنشد للأعشى :
كأن مشيتَها من بيت جارتها *** مَوْرُ السحابة لا رَيْثٌ ولاَ عَجَلُ
وقيل تجري جريا . ومنه قول جرير :
وما زالت القتلى تَمُورُ دماؤها *** بدجلة حتى ماءُ دجلةَ أشْكَلُ{[14287]}
وقال ابن عباس : تمور السماء يومئذ بما فيها وتضطرب . وقيل : يدور أهلها فيها ويموج بعضهم في بعض . والمور أيضا الطريق . ومنه قول طرفة :
. . . فوقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ{[14288]}
والمور الموج . وناقة موارة اليد أي سريعة . والبعير يَمُورُ عضداه إذا ترددا في عرض جنبه ، قال الشاعر :
على ظهر مَوَّارِ المِلاَطِ حِصَانِ
الملاط الجنب . وقولهم : لا أدري أغارَ أم مارَ ، أي أتى غورا أم دار فرجع إلى نجد . والمور بالضم الغبار بالريح . وقيل : إن السماء ها هنا الفلك ومَوْرُهُ اضطراب نظمه واختلاف سيره . قاله ابن بحر .
ولما أثبت وقوع العذاب ، تشوفت{[61527]} نفس الموقن إلى وقته ، قال مستأنفاً لبيان{[61528]} أنه واقع على تلك الصفة : { يوم تمور } أي تتحرك وتضطرب وتجيء وتذهب وتتكفأ تكفأ السفينة وتدور دوران الرحى ، ويموج بعضها في بعض ، وتختلف أجزاؤها بعضها في بعض ، ولا تزول عن مكان ؛ قال البغوي{[61529]} : والمور يجمع هذه المعاني فهو في اللغة الذهاب والمجيء والتردد والدوران والاضطراب ، قال الرازي : وقيل : تجيء وتذهب كالدخان ثم تضمحل . { السماء } التي هي سقف بيتكم الأرض { موراً * } أي اضطراباً شديداً
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.